«تراب الماس» رواية للروائي «أحمد مراد» قامت صديقتي «أم علي» بإعارتها لي لقراءتها، مختصر الرواية في المقولة التي استهلت بها افتتاحيتها «أظلم الأوقات في تاريخ الأمم هي الأوقات التي يؤمن فيها الإنسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للخير» وكانت تلك الكلمات مأخوذة من «فلسفة العدميين».
الرواية تدور أحداثها في القاهرة وسط المدينة والصراع يقوم ما بين الخير والشر وكيفية القضاء عليه من خلال شخصية «طه» الذي ورث عن والده سلاحا يقضي على الشر وهو «تراب الماس».
تراب الماس كما توضحها الرواية هو بقايا الماس ومن يقوم بتناولها خلال ثلاثة أشهر يفقد حياته ولا أحد يعرف بعد ذلك ما هي أسباب الوفاة، تبدأ الرواية بتمهيد عن حياة أسرة مصرية بسيطة مكونة من أب قعيد وابنه «طه».
يعمل مندوب أدوية، ومن خلال الحوارات القائمة بين الشخصيات يكشف لنا الروائي ويعري لدى القارئ كثيرا من أمور الفساد التي كانت تحدث قبل عام 2010، وبعد معايشتنا للتمهيد الذي أجاد الكاتب بتصويره للقارئ وجعله يشعر بأنه أحد أفراد روايته يبدأ الحدث بموت والد طه والأحداث المواكبة لموته لأنه توفي مقتول، يقوم طه بأخذ الثأر والبحث عن قاتل والده وتتغير شخصية «طه» بعدما يقوم بقراءة مذكرات والده ويدخل دائرة الانتقام من خلال قنينة صغيرة ممتلئة بتراب الماس كتب عليها «رائحة الفل «تلك القنينة التي كانت سلاح والد طه في صباه من أجل الانتقام والإحساس بأن الخير انتصر على الشر وها هو «طه «يقوم بما كان يقوم به والده في صباه فيبدأ بأخذ ثأر والده ومن ثم قتل بعض رموز الفساد في الدولة إلى أن تنتهي بنا الرواية الى أن الفساد مستمر والشر باق، ولكن يبقى السؤال: إذا أردنا أن نجعل الخير ينتصر على الشر فكم من أطنان نريد من تراب الماس؟
٭ كلمة وما تنرد: قال تعالى: (إنا أرسلنك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ـ سورة فاطر: 24).
atach_hoti@hotmail.com