الغربة ليست فقط أن يشعر بها الإنسان عندما يكون بعيدا عن موطنه، فالغربة الأصعب عندما يشعر بها الفرد وهو بين أهله وأصدقائه، وفي بحثي عن معان لعالم الغربة وجدت أجمل الكلمات التي كتبت عنها لحث الإنسان على الصبر في غربته خلال أحد الكتب القديمة، يشعر الكاتب بالغربة ويقول:
إن الغربة كلما ضاقت بي.. وكلما اعتصرت أضلعي.. تدفعني إلي حيث طريق ربي، علمتني لحظات غربتي.. ان الوجوه كلما غابت..والقلوب كلما ابتعدت وغادرني الأصحاب وفارقني الأحباب.. بقي وجه واحد لا يغيب هو الله خير الرفيق وأحب الأحباب وأصدق الأصدقاء.
وهنا توقفت قليلا في قراءتي وتأملت الكلمات وشعرت بأننا بالفعل أصبحنا شعوبا تعيش في غربة مميتة، أصبح الأب لا يسأل عن أسرته وأصبحت الأم تبخل بحنانها على أولادها، أصبح الجار لا يعرف جاره، والصديق لا يسأل عن صديقه إلا إذا كانت لديه مصلحة لذلك، أصبحنا شعوبا حاسدة لبعضها ناقمة على الغير لما يمتلكه من خيرات، شعوبا لم تعد مقتربة من الله إلا وقت السؤال.
نعم تلك أصبحت أمتنا الإسلامية أمة غريبة عن بعضها بعدما كانت صفوفنا موحدة، أصبحنا أمة تناجي أطلالها من أجل البقاء، حتى ما تبقى من تاريخ أمتنا الإسلامية أصبح البعض يتلاعب بهذا التاريخ للمصالح السياسية والاقتصادية، الكل يريد ان يكون هو الأفضل، أصبحنا شعوبا لا نعرف معنى المجتمع أو الأسرة، أصبحت أمتنا تمسي وتصبح في غربة لا نعلم متى تنتهي؟
٭ كلمة وما تنرد: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ـ سورة آل عمران آية 110).
atach_hoti@hotmail.com