د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

تجربة«أم يوسف»

كلمات كثيرة قد يسمعها الإنسان في حياته مثل السلام والحرب، النجاح والفشل، الحب والكره وغيرها من مصطلحات نسمعها، ومن الجائز أن نمر بها، ولكن اليوم سنسلط الضوء على الحب الذي قد يتفهمه البعض على أنه امتلاك رغم أن العكس صحيح.. وهذا ما شاهدته خلال عشاء نسائي دعيت إليه من صديقة عزيزة تدعى «أم يوسف»، فعندما ذهبت إلى بيتها في الموعد المحدد وعندما دخلت وجدت الصديقات جميعهن متواجدات، ولاحظت فتاة في مقتبل العمر تجلس بمفردها وكانت تتميز بالجمال والهدوء الملاحظ للكل. وخلال الحوار بيني وبين صديقاتي وأم يوسف كان هناك تساؤل يراود الجميع وهو: من تكون تلك الفتاة؟ ولماذا تجلس بمفردها؟ مع العلم أن العشاء كان يقتصر فقط على صديقات «أم يوسف» حتى ان بناتها لم يكن متواجدات، وهنا كان إلحاح على «أم يوسف» لمعرفة سبب تواجد تلك الفتاة بيننا!

وبعد إلحاح مستميت على أم يوسف دون إجابة فوجئنا بدخول «زوج أم يوسف» علينا، وهنا خيم الصمت على المكان، ووجدنا أم يوسف تنهض وتقبل زوجها على رأسه ممسكة بيده ويتوجهان إلى الفتاة ويقوم زوج أم يوسف بتقبيل رأسها وتترك أم يوسف زوجها يجلس بجانب الفتاة وتعود إلينا جالسة بيننا وهي تضحك وتعلن أن زواج زوجها اليوم على تلك الفتاة، وأن سبب الدعوة لنا هي تلك المناسبة!

لم نستطع التعليق إلا بأن نصمت، ولم يجلس الزوج إلا دقائق معنا مستأذنا «أم يوسف» بالرحيل مع زوجته الجديدة مع توجيه جملة واحدة أمام الجميع وهي: «أنت الأصل يا أم يوسف»، وقام بعد ذلك بالخروج مع الزوجة الجديدة، وقبل اللوم والعتاب منا لأم يوسف وجدناها تقول لنا: الحب هو العطاء وليس التملك، الحب أن أجد شريكي في سعادة في حياته، الحب أن أطبق شريعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في حياتي الزوجية، فمن أنا بما فعلته السيدة عائشة رضي الله عنها لرسولنا الكريم.

كلمة وما تنرد: لا تعليق.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا