في كل فترة يفقد الإنسان عزيزا عليه قد يكون من أسرته، وقد يكون من محيط عمله، وقد يكون قرأ عنه وأصبح له قدوة يقتدي بها وقد يكون زميل دراسة وقد يكون أحد تلامذته.
في بداية الأسبوع فقدت الكويت واحدة من فناناتها القديرات، وهي الأستاذة القديرة الفنانة الراحلة رابحة المرزوق التي تميزت بصوتها الجميل، فتغنى الكثيرون بأغانيها التي ترددت على مسامع أهل الخليج وأطربتنا بصوتها الأصيل الدافئ، تلك هي الفنانة رابحة المرزوق التي لازمتها عاما كاملا في القاهرة أثناء دراستنا للماجستير، كانت رحمها الله تتميز بوجه ضحوك مبتسم، وكل من عرفها يعلم أنها كانت امرأة مثابرة في تحصيل أعلى الدرجات العلمية والوصول باسم الكويت لأعلى درجة، كانت تعشق الكويت وأهلها بدرجة لا تعد ولا تحصى، فلا أنسى مدى فرحتها بعودة أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، من فترة العلاج وكيف قامت بتوزيع الحلوى على جميع أفراد الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والعاملين احتفالا بسلامة رجوع أمير القلوب رحمه الله.
كانت دائما رغم مرضها الشديد تضحك وتغفر لمن أساء لها أو ظلمها، تلك هي الإنسانة رابحة المرزوق التي فارقتنا بجسدها ولكنها باقية بصوتها وروحها معنا رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
ليس هذا فقط، فلم يمهلني الفراق لحظات في اليوم نفسه حتى تلقيت خبر وفاة تلميذتي رشا فاروق تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تمرح وتضحك كالعصفورة في أروقة المعهد والمسرح، كانت نسمة جميلة ترفرف بين أعضاء هيئة التدريس وأصدقائها واليوم تغمض عينيها تاركة لنا وجهها الضاحك وابتسامتها التي كانت تدغدغ مشاعرنا بطيبتها، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
كلمة وما تنرد: قال تعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه رجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ـ البقرة: 156- 157)
atach_hoti@hotmail.com