د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أجندة وطنية

ما أن انتهى نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود من أداء اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، حتى استقبلته التبريكات والتهنئة من كثير من الشخصيات السياسية والعامة، إلا أن تهنئة النائب مرزوق الغانم تميزت بطريقة مختلفة وجديدة، حيث فاجأنا الغانم وفاجأ نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الجديد بـ 29 سؤالا برلمانيا بعد أداء اليمين الدستورية، فكانت تهنئته ما هي إلا تسليط الضوء على بعض الثغرات والأخطاء الموجودة في أجهزة الداخلية ليضعها الوزير في أجندته ويعمل على إصلاحها للنهوض بالوزارة وتفادي التأزيم السياسي بين السلطتين مستقبلا.

ومع الأسئلة البرلمانية وحالة التأزيم والمعارضة نتوجه بالسؤال إلى أعضائنا النواب ونخص النائب مرزوق الغانم: أين هم من لجنة الشباب والرياضة؟ ولماذا خفت تسليط النور عليها؟ فالشباب هم صمام الأمن والأمان لأي دولة، وخير مثال على ذلك ما يحدث في «مصر المحروسة» منذ 25 يناير من ثورة شبابية نتيجة إهمال السلطتين مشاكل وهموم تلك الفئة التي تعد المستقبل ليس فقط في مصر بل في كل دولة متحضرة تسعى للاستقرار الأمني والفكري أيضا، فالأمن ليس فقط في الأنظمة الموضوعة وكيفية تنفيذها بل إنه يكمن أيضا في الشعور والإحساس بالأمن والأمان نحو المستقبل، ولا شك أن شباب الوطن هم حصن الماضي والحاضر وأمل المستقبل، لذا نتمنى أن تكون ثورة 25 يناير هي جرس إنذار لكل الأنظمة بوجود فئة لابد من عدم تجاهلها، بل يجب احترام آرائها والسماع لها ومحاورتها وإدراك كيف يرى هؤلاء المستقبل.

ومما يجب أن ننتبه إليه هو أنه يتم التركيز في كثير من الحوارات والنقاشات على الجهاز الأمني (وزارة الداخلية) وتنسى أجهزة وزارية أخرى قد تكون أخطر في بناء مستقبل الكويت، ومن أخطر الأجهزة التي للأسف نجد بعض النواب تارة يتذكرونها وتارة أخرى تقع منهم سهوا أو عمدا، جهاز التربية والتعليم العالي، فهاتان الوزارتان أصبح من يدخل فيهما مفقود ومن يخرج منهما مولود، كثير من الأخطاء الجسيمة تقع في الوزارتين والنتيجة تكون ضياع مستقبل شباب ومستقبل الكويت، وللأسف بعض مسؤولينا نجدهم خارج البلاد في مهمات لا نعلم أسبابها أو نتاجها التعليمي والتربوي «يا عمنا هو حد واخد باله.. زي ما بيقول أهل مصر».

وإذا كانت «الداخلية» صمام الأمن الداخلي للدولة فالتربية والتعليم العالي هما صمام الأمن النفسي والفكري لشباب الدولة، وإذا اختل النظام النفسي والفكري أي البنية الداخلية لنفس البشرية فلن نجد من يطبق النظام الأمني للدولة، وهنا قد يحدث ما حدث في 25 يناير.

 

كلمة وما تنرد: إلى اللجنة التعليمية والتربية في مجلسنا الموقر نرجو مراجعة أجندتكم الخاصة وإذا قمتم بذلك فستجدون آلاف الأخطاء التي تجعلكم تطرحون الأسئلة البرلمانية على مسؤولي التربية والتعليم على مدار أعوام ولن تجدوا الإجابة، أذكر كل نائب أقسم بأن يحمي أولادنا ومستقبل الكويت بالمادة 10 من الدستور: ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا