سيبقى خالدا بأفعاله ومآثره وأياديه البيضاء، سيبقى خالدا بسيرته العطرة وعلو مكانته وسمو أخلاقه، سيبقى خالدا بمن ترك بأبنائه الذين تربوا على أخلاقه وساروا على دربه، سيبقى خالدا بمن علمهم كيف يكون التفاني والاخلاص للوطن وأهله.
نعم، لقد رحل العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، عن دنيانا بجسده، لكنه حتما سيبقى بكل ما قدمه لهذا البلد من انجازات تتحدث عنه وتعلن للقاصي والداني أنه سبق عصره في اختيار الافكار المبدعة للتشييد، وسبق عصره في الابتكار والطموحات، وكان مثالا يحتذى في الاصرار على تحقيق أحلامه وطموحاته ولا يستسلم للمعوقات والصعوبات، بل كان دائما، رحمه الله، يبحث عن الحلول المبدعة وغير التقليدية، ليرتقي خطوة بعد أخرى.
كان رحمه الله، صاحب عقلية فذة، ومن يقرأ سيرته يجد نفسه أمام رجل من طراز فريد، وضع الكويت في قلبه منذ صغره، وترك في كل جهة منها بصمة لن تمحوها الايام والسنون، فكان، رحمه الله، أول من أدخل فكرة انشاء المواقف متعددة الادوار في الكويت، وساهم بعقليته المتفتحة في تأسيس البنك التجاري وكذلك البنك العقاري، كما أنشأ الكثير من الشركات العقارية والاستثمارية الضخمة التي تعزز من الاقتصاد القومي وتسهم في دفع عجلة التنمية في الكويت.
ولانه كان صاحب رؤية ثاقبة كانت فكرته بانشاء مدينة بحرية هي الاولى من نوعها في الشرق الاوسط وهي مدينة صباح الأحمد البحرية، التي تعكس مسؤولية القطاع الخاص في القيام بدور فعال في وضع الافكار المبتكرة لتلبية احتياجات المجتمع وتطلعاته، وهي أول مدينة سكنية متكاملة الخدمات يتصدى لها القطاع الخاص، وستسهم بشكل فعال في اعادة الكويت لؤلؤة للخليج.
أما اذا تحدثنا عن «الأنباء» الغرّاء فلا يخفى على أحد أن فقيدنا الكبير، رحمه الله، أسسها لتكون درعا قوية تذود عن هذا الوطن، ولم تحد «الأنباء» عن الخط الذي رسمه لها فكانت دائما نبراسا مضيئا يسلط الضوء على احتياجات شعبنا وطموحاته، كما كان لها الدور الفريد خلال محنة الاحتلال الغاشم عندما أمر العم خالد، رحمه الله، بأن تصدر من القاهرة لتصدح بكلمة الحق وتفضح بشاعة اعتداءات النظام العراقي البائد بحق شعبنا المسالم، ولتسهم في رص صفوف أبناء الكويت خلف قيادتهم الشرعية.
العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، شخص قل أن يجود الزمان بمثله، لكنه سيبقى في وجداننا، وسيخلده تاريخ الكويت واحدا من أبنائها الابرار الذين أفنوا عمرهم في حمل همومها والعمل على الارتقاء بها وتسطير المزيد من صفحات انجازاتها.
لا نملك في هذه اللحظات الا أن نتوجه الى الله بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره أن يتغمد العم خالد المرزوق بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الانبياء والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.
atach_hoti@hotmail.com