أين الكويت من «القرين الثقافي»؟
بدأ مهرجان القرين الثقافي دورته الثالثة عشرة ليلة أمس بشموع كويتية تضيء سماء عربية.. نعم هذا ما يحدث على مدار 13 دورة لمهرجان القرين، فهذا المهرجان كان أساس انطلاق فكرة نابعة من أوامر سامية من سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد، إلا أن المهرجان افتقر إلى العباءة الكويتية على مدى دوراته الماضية، وقبل توضيح ما نرمي إليه لابد علينا أن نتطرق إلى معنى القرين، ولماذا أطلق عليه هذا المسمى؟ ولماذا نقول إن المهرجان خرج من العباءة الكويتية؟
ترجع تسمية مهرجان القرين الثقافي إلي سببين، الأول إعلاء ذكر أحد أسماء المناطق التاريخية في الكويت من خلال ذلك المهرجان، أما الثاني فهو وطني حيث ينحصر في «ملحمة القرين» الوطنية، التي جسدت المقاومة الكويتية الشعبية ضد بعض الغزاة الذين كانوا يريدون الاستيلاء على هذه البقعة العزيزة من أرض الكويت.
ونأتي للسؤال الثالث وهو المراد من مقالنا وهو لماذا خرج مهرجان القرين من عباءة الكويت؟ عندما صدرت الأوامر من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، بتفعيل أنشطة ذلك المهرجان كان يطمح من خلالها إظهار جميع قطاعات الفن الكويتية من المسرح والفنون التشكيلية والثقافة بشكل عام أمام ضيوف المهرجان من العرب والغرب، ولكن ما نجده علي مدار الدورات التي قام بها المهرجان أننا نستقطب فنونا عربية وغربية ونقوم بعرضها خلال «القرين». والسؤال هنا للمسؤولين والقائمين على المهرجان:
عندما يأتي ضيف لبيتك هل تقوم بإعداد الأكلات الخاصة بهم أم الخاصة ببيئتك وعاداتك وتقاليدك؟ «يعني ناس ضيوف عندنا هل تطعمهم ملوخية أو فريكة أم من المفترض أن تقدم لهم مجابيسنا»؟
قد يقول البعض نحن وضعنا الكثير من البرامج الثقافية الكويتية وأن ما أكتبه غير صحيح، نعم أنتم وضعتم بعض الفنون وليس كل الفنون، وللأسف بعض الفنون التي وضعتموها ما هي إلا تكرار لا تجديد فيها، وأضرب مثلا بالافتتاح وتسليم الشهادات التقديرية والتشجيعية ومن ثم تقديم عرض غير كويتي!
هل بلادنا لا يوجد بها فن راق يقدم للمدعوين؟ الكويت أصبحت تمتلك أوركسترا وكل من القنوات الإعلامية الخارجية والداخلية أشادت باحتفال «الدستور» الذي قدمه المعهد العالي للموسيقي، وكان إعلانا عن أول أوركسترا كويتية وهذا ليس ببعيد، كما نطرح السؤال على المسؤولين عن المهرجان: لماذا لم يخصص يوم لعرض أفلام الأستاذ «خالد الصديق» وهو أحد من كرموا هذا العام ونالوا الجائزة التقديرية من الدولة؟ لماذا لم يخصص يوم لنعرض أمام الضيوف بعض أفلامه التي من خلالها نعطي شهادة موثقة أمام ضيوفنا بأن الكويت كانت لها الريادة في السينما الخليجية.. ولا السالفة يا جماعة الخير تكريم الإنسان دون أن يعرض جهده وبصمته في السينما العربية والعالمية؟ ليس هذا فقط ما يخرج مهرجان القرين من العباءة الكويتية، للأسف قام مسؤولونا بحياكة عباءتهم بخيوط لا تمت الكويت بصلة.
كلمة وما تنرد: إلى من نقصدهم يقول المثل: حلاة الثوب رقعته منه وفيه.
atach_hoti@hotmail.com
إقرأ أيضا