د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

يعملوها الصغار

«ما كُلُّ ما يتمنى المرء يدركه... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».

تلك الكلمات كانت نقطة البداية للعام الجديد، كنا نأمل أن نستقبل 2011 بالبهجة والفرح والسرور ولكن أتى انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية ومقتل العديد من الأرواح وهم يؤدون صلواتهم داخل الكنيسة فرحين باستقبال أعيادهم، ولكن فجأة توقفت الصلاة واختفى الفرح ودقت الأحزان أبواب عامنا الجديد وأصبح الرعب يسكن القلوب، بالحزن والدموع استقبلنا 2011 فلم يقتصر الحزن على المسيحيين فقط ولكن عم الحزن في جميع أرجاء العالم من ذلك التصرف الإرهابي المتطرف، ويبقى السؤال الذي نطرحه: من المسؤول؟

نسمع ونقرأ ونشاهد الجميع يندد ويستنكر ذلك التصرف الوحشي والدموي، ولكن لم نجد الإجابة من أحد المسؤولين عن المتسبب فيما حدث، ان السبب والمسبب لا نقدر أن نلقيه على عاتق الأفراد «الصغار» المسببين لتلك الجريمة الوحشية بل لابد علينا أن نقف ونوجه أصابع الاتهام أيضا في وجه الإعلام الفاسد، نعم الإعلام الفاسد الذي يتجسد في كثير من القنوات الخاصة التي تكون رسالتها الإعلامية منصبة في التفرقة بين الأديان والمذاهب والأجناس والقبائل من خلال أشخاص لم يقرأوا أو يطلعوا على رحمة الله عز وجل على بني البشر، وكيف وصى أنبياؤنا بنشر المحبة والرحمة والاحترام بين الشعوب والأجناس.

إن قضيتنا اليوم لا تخص ديانة أو مذهبا بل هي قضية احترام الإنسان ومعتقداته، والسؤال المهم هو عن الأيادي التي تدفع هؤلاء الشخوص «الصغار» وتحرضهم، من هؤلاء «الصغار» الذين أصبحوا نوابغ في الدين والعلم والمعرفة وينشرونه من خلال الإعلام الفاسد، نعم لا نستطيع أن نقول إلا أنه إعلام فاسد أعطى هؤلاء «الصغار» الفرصة لزرع الفتنة بين البشر والعمل على التفرقة بين الأديان والطبقات، فأين «الكبار» من ذلك الإعلام؟ فالحريات لن ولم تناد بالإرهاب وتمزيق الأصول بين البشر، أين «الكبار» من تلك القنوات التي تكفر وتهيج البشر على الأديان الأخرى؟

للأسف نبدأ عامنا الجديد بصغار ليس فقط في الإسكندرية بل هم منتشرون في جميع أرجاء العالم من الممكن ألا نراهم، ولكن في كل يوم تكبر معهم مصائبنا من خلال آرائهم الهدامة التي تدس في عقول أجيال من الشرق والغرب ومن الجنوب إلى الشمال، هؤلاء الصغار الذين يقومون بعملية «فرق تسد» يظنون أنهم يقيمون لهم جمهورا وأتباعا من خلال إعلامهم ولكن للأسف النتيجة على قول أهل مصر «يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار».

كلمة وما تنرد: يقول الله عز وجل في كتابه العزيز (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات: 13.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا