د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليم والتجربة الإسلامية؟

كثيرا ما نجد أن مسؤولي التربية والتعليم في الوطن العربي يلهثون وراء كل ما هو جديد من تجارب تعليمية وتربوية أجنبية «عقدة الخواجة»، مع العلم بأنهم يملكون ثروة تغنيهم عن البحث الخارجي، فإذا أبحروا في علوم الحضارة الإسلامية فلن يكونوا بحاجة لاستيراد مناهج لا تمت للمجتمع العربي بصلة، ويعزز ذلك أننا عند البحث والتدقيق في المناهج المستوردة نجد أن كثيرا من أساسياتها العلمية والمنهجية يفوح عطرها من الحضارة الإسلامية، وهذا ما يثير الأسى والألم في نفوسنا، خاصة عندما يكتب الغرب عن بعض النوابغ العرب وما أثمروا وأثروا من تقدم في البحور العلمية والعملية، في حين أننا وللأسف نلهث وراء الغرب رغم أنهم يعتمدون فيما يبدعونه على ما خلفه أسلافنا!

في كل صباح نقرأ ونشاهد عبر الإعلام الأجنبي عن أسماء عربية تضيء سماء الغرب بعلوم الإسلام وحضارته، فيتأكد للغرب أن ما تركه لنا ابن سينا والرازي وغيرهما في جميع الميادين لدينا من يتبع خطواتهم نحو التقدم العلمي، ومن أقرب تلك الأسماء العالم المسلم المصري د.عبدالباسط محمد سيد، الباحث في المركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية الذي حصل على براءتي اختراع دوليتين الأولى من أوروبا والثانية من أميركا وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهمها من آيات سورة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم، وبدأ بحثه من القرآن وليس من التجارب الأجنبية، ويروي لنا عالمنا قصة اختراعه كما تناولها الإعلام الأجنبي وسنقوم باختصارها لكم:

كانت بداية الاختراع عندما كنت أقرأ كتاب الله عز وجل في فجر أحد الأيام واستوقفتني سورة يوسف عليه السلام وما ورد فيها من قصة عجيبة فأخذت أتدبر الآيات الكريمة التي تحكي قصة تآمر إخوة يوسف عليه السلام وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء، ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشير على وجهه فارتد بصيرا.. وهنا بدأ السؤال يراودني: ما هو الشيء الذي يكون في قميص سيدنا يوسف عليه السلام حتى يحدث هذا الشفاء ويعود البصر لأبيه؟ وكان أول بصيص الأمل في سورة يوسف قول الله تعالى: (وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ـ يوسف: 84)، وكان ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام بوحي من ربه سبحانه وتعالى أن طلب من إخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ـ يوسف: 93)، وبالفعل عندما فعل ذلك ارتد بصره (فلما جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ـ يوسف: 96)، ومن هنا كانت البداية والاهتداء لحل اللغز.. «العرق».

نعم العرق ومكوناته فبعد التجارب العديدة وجدت أن العرق يحتوي على مكونات كثيرة أهمها مركب من مركبات البولينا الجوالدين التي تزيل البياض وترجع البصر، وهذا المركب يمكن تحضيره كيميائيا وبالفعل قمت بتحضيره وقمت بالتجربة على بعض المتطوعين وكانت النتائج أكثر من 90% من النجاح عند استخدام تلك القطرة.

كلمة وما تنرد: إلى كل من ينتمي للحضارة الإسلامية ويتبرأ منها يقول الله في كتابه العزيز: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا الإسراء: 82.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا