د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

شمس الكويت تسطع في سماء سراييفو

رغم كل الصراعات السياسية، ورغم كل اختلافات وجهات النظر البرلمانية والحكومية، ورغم كل الفتن الطائفية والإعلامية، فإن الكويت باقية، والوحدة الوطنية بين أبنائها دوما ساطعة في عيون الدول الأخرى، هذا ما رأيته بأم عيني في عيون الآخرين عند زيارتنا إلى سراييفو.

القصة بدأت عندما اجتمعت شخصيات كويتية من مختلف الانتماءات، سواء من أبناء الأسرة أو السياسيين وأصحاب الفكر والثقافة والاقتصاديين وأهل الإعلام، في طائرة واحدة لتحملنا إلى سراييفو لحضور الدورة الـ 12 لجائزة البابطين للإبداع الشعري، وهنا تناسى الجميع ما بينهم من اختلافات في وجهات النظر وتذكروا شيئا واحدا فقط هو «الكويت».

في بداية زيارتي إلى سراييفو التقيت مع أحد مسؤولي الأجهزة الإعلامية الخارجية، والتي تبحث دائما عن أي شيء يثير الفتنة بين أبناء الشعب الكويتي لتظهره على قنواتها، بل تتفنن في تصوير أي سلبيات موجودة في الكويت، وهي للأسف تتبع دولة شقيقة، ومن خلال الحديث المتبادل سألني ذلك المسؤول: كيف كانت الرحلة؟ ألم تحدث بها أي صراعات سياسية أو برلمانية أو اختلاف في وجهات النظر؟ وأكمل: طبعا كانت رحلة شاقة وفقا للأحداث التي مرت بها الكويت على مدى الأسابيع الماضية!

لحظتها ضحكت من كل قلبي ضحكة مدوية وقلت له: يا أخي الفاضل، إننا شعب لن يفرقنا أي شيء، وخير مثال على ما أقوله أننا في الاحتلال الذي كانت مدته 7 شهور لم يفرقنا شيء، وأنت تسألني عن رحلة كانت مدتها 4 ساعات؟

فأصابته إجابتي بالدهشة والحسرة، خاصة مع ما رآه بأم عينيه من تناغم ومحبة بين كل الكويتيين المشاركين في الرحلة بجميع أطيافهم، وعندما رأيت الغيظ يرتسم على وجهه، قلت له: إن الكويت حضارة، فمع أنها دولة حديثة، ورغم الصعوبات التي واجهتها، صمدت لكي تتمكن من وضع اسمها بين الدول العظمى، فكُف عن الحديث، وانظر إلى الشاعر الأديب عبدالعزيز البابطين وهو يقف بين القيادات السياسية والدينية والطائفية ينادي بالسلام، وانظر إلى من بجانبه وهو أحد أعمدة المسرح الكويتي والخليجي الفنان عبدالعزيز السريع، وتحيط بهما كوكبة من أبناء الكويت، فهؤلاء نائباتنا وكل منهن تنتمي إلى تكتل سياسي مختلف عن الآخر، وها هم مفكرونا وأدباؤنا تخلوا عن مناصبهم السياسية والقيادية وأتوا لدعم الثقافة والإبداع الشعري والفكري، وشيء واحد أذكره لك ولكل من يعتقد بأنه يستطيع زرع الفتنة بيننا، أقول لك ولهم: لا وألف لا، فالكويت باقية للكويتيين بجميع انتماءاتهم.

 

 كلمة وما تنرد: كلمة شكر ومحبة لكل من العم جواد بوخمسين الذي كان نعم الصديق في السفر لكل المسافرين والمدعوين سواء من الكويت أو غير الكويتيين، يعطيك العافية يا «بوعماد».

وإلى عبدالرحمن البابطين نقول: كفيت ووفيت أنت وفريق عملك، وعساكم على العافية يا شباب الكويت.

وكلمة شكر للشيخ مبارك الدعيج على مواكبة الحدث، وكذلك لشباب العاملين في «كونا»، وأخيرا كل الشكر لسفيرنا محمد الخلف وقرينته على كل ما قدماه للوفود، وكلمة حب من أهل الكويت لكل من شارك في نجاح هذه الاحتفالية.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا