د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

البابطين يكرم ملتقى النقي

منذ أتتني دعوة كريمة من الأستاذة نجلاء النقي لملتقاها، وعند قراءتي سطور تلك الدعوة وجدت فيها إضاءة مختلفة عن باقي الدعوات التي كانت تأتيني سابقا من الملتقى، واكتشفت أن الملتقى سيحتفي في ذلك اليوم بتكريم أحد أعمدة الثقافة الكويتية وهو الأديب الشاعر عبدالعزيز البابطين، فحرصت على تلبية الدعوة كي أرى ذلك الرجل الذي شعر أن الثقافة الكويتية تحتضر فعمل جاهدا على إحيائها من جديد، ولا يخفى على أحد إنجازاته الثقافية التي لا حصر لها، ليس فقط في الكويت بل في العالم أجمع.

وعند الوقت المحدد للتكريم ذهبت للملتقى، وإذا بي أرى إنسانا متواضعا يعشق الثقافة ويبحر في فنونها، لذا فقد كان عدد الحضور غفيرا من الفئات الثقافية والعمرية المختلفة، وسعدت عندما رأيت أفرادا من الأسرة الحاكمة وأعضاء من السلك الديبلوماسي والمثقفين والسياسيين والاقتصاديين، الذين حرصوا على الحضور والاحتفاء بالبابطين، وفي حديثه تطرق البابطين إلى محطات مختلفة من حياته منذ طفولته وحتى ما وصل إليه من مراكز ثقافية وعلمية وعملية، وذكر أنه ألزم أولاده بأن يكونوا معه في مؤسسة البابطين الثقافية من أجل أن يجعلهم يعشقون الثقافة ويتعلمون ويبحرون في فنونها على أيدي مبدعي ورواد الثقافة من خلال التعامل المباشر معهم، كي يكونوا في المستقبل خير خلف له «بعد عمر طويل»، وهنا استوقفتني تلك الكلمات وهي «خير خلف» فمن الصعب أن نجد في هذا الوقت رجلا يشد على أيادي ذريته ليكملوا معه مسيرته الثقافية ويضيفوا إلى ما بناه والدهم وأسسه.

قد يسأل البعض: لماذا الدهشة؟ لكننا إذا أمعنا التفكير فسنجد أن كثيرا من الآباء يحرصون على أن يغرسوا في أبنائهم أمور المال والاستثمار، وللأسف الشديد لا يتذكر البعض منهم واجب الوطن عليهم من خلال الدعم المالي والمعنوي للمشاريع الثقافية والفنية بل دعم التعليم أيضا على نفقاتهم الخاصة، وكثيرا ما نرى البعض يأخذون للأسف الثقافة طريقا للإعلام والإعلان فقط، من خلال إقامة مهرجانات ليس لها أي صدى ثقافي أو فكري، ولا تترك أي بصمة ثقافية في المجتمع، أما سياسة مؤسسة البابطين للثقافة ومكتبة البابطين على سبيل المثال لا الحصر فسياستها تقوم على المدى البعيد لا على القصير، وأنشطتها تمتد على مدار العام.

كما أن الشاعر عبدالعزيز البابطين لم يكتف فقط بالدعم المادي بل هو حريص على الدعم المعنوي أيضا والتواجد المستمر مع المثقفين والأدباء ليواكب أحداث ومشاكل الثقافة سواء في الكويت أو في العالم العربي والعالمي وهذا هو أساس الثقافة، وفي نهاية حواره وتكريمه شعرت بأن ذلك التكريم كان إهداء من عبدالعزيز البابطين للحاضرين في ملتقى نجلاء النقي.

كلمة وما تنرد: شكرا للأخت نجلاء النقي على منحنا فرصة أن نتقابل مع الشاعر والأديب عبدالعزيز البابطين.

atach_hoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا