الحرية ذات الطابع الرقابي
- 30 سبتمبر , 2010
-
Al-Anbaa
الحرية التي نحيا بها ونتملكها لنعبر عن أفكارنا أصبحت كالطير المقيد الأجنحة فلا يقدر على التحليق أو الطيران، والسبب في ذلك «الرقابة» مع العلم بأننا نقرأ ونسمع باستمرار أننا نعيش في زمن الحريات في ظل دستورنا، حيث تنص المادة (30) منه على أن: «الحرية الشخصية مكفولة» ولم تذكر المادة كلمة الرقابة أو القوانين، إذن نحن بالفعل نعيش في زمن الحريات ولكن وفق القوانين والدساتير أما الحقيقة فتؤكد أن الحرية لدينا مشروطة بالرقابة، وهنا نقصد فقط الحرية الفكرية.
فإذا تطرقنا لمبدأ الحرية وتعريفها نجد أنها تعني «حالة التحرر من القيود التي تكبل الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص الجماعة أو التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما أو التخلص من الإجبار والفرض، تلك هي الحالة التي يعيشها المفكر والمبدع عندما يقوم بالكتابة فهو ينزع كل القيود التي يعيشها في دنياه ويحلق في سماء أفكاره بحثا عن نجوم إبداعه وشموع أفكاره، ولكن تأتي الرقابة كما لو أنها إشارة ضوئية حمراء تمنعه من المرور في منطقة ما، لماذا؟ لا نعلم السبب إلا من وضع كلمة الرقابة.
وإذا بحثنا في كلمة الرقابة ومعانيها نجد ما يفاجئ المبدع والمفكر، فالرقابة هي وظيفة إدارية وعملية مستمرة متجددة، يتم بمقتضاها التحقق من أن الأداء يتم على النحو الذي حددته الأهداف والمعايير الموضوعة، وذلك بقياس درجة نجاح الأداء الفعلي في تحقيق الأهداف والمعايير بغرض التقويم والتصحيح، أما أهداف الرقابة فنجد جميع أهدافها تنتقل ما بين الصالح العام وتوجيه القيادة الإدارية أو السلطة المسؤولة إلى التدخل السريع وحماية الصالح العام، وللأسف لم أجد كلمة في أهداف الرقابة تسلط الضوء على المفكر أو المبدع أو حتى على الكلمة الكتوبة، وبعد تلك القراءات في الرقابة وأهدافها وكيفية تنفيذها والاطلاع على الحريات والرجوع إلى الدستور وجدت أن مادة (36) تنص على «حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرها، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون».
الموضوع ليس وليد اليوم ولكنه موضوع شائك ولد منذ أن وجدت الحريات، حيث كانت القوانين والأنظمة تكفل الحرية بالقول والفعل دون المساس بالدين والدولة والأنظمة، أما اليوم فقد أصبحت الرقابة للأسف تطبق بمقياس المزاجية والمصالح الشخصية، وهنا كيف تريد من مبدع أو مفكر أن يكتب ويبدع من خلال العبودية لبعض الأشخاص ويضع قلمه تحت أقلام رقابية تنتظر منه الولاء والطاعة والمدح بهم والتصفيق لهم عندما يريدون، للأسف الشديد أصبحت الحرية مسيسة ومقيدة باسم الرقابة، ومن يريدونه من أقلام ترعى مصالحهم الشخصية يقومون بإعطائها التصريح للكتابة ولكن بعد فترة نجد تلك الأقلام أصبحت ممنوعة والسبب بأن أصبحت ضد من أعطوه حق الإبداع والتفكير، فكيف تحلق الحرية بأجنحة رقابية.
كلمة وما تنرد:
السؤال إلى لجنة الظواهر السلبية: من المراقبون على الثقافة والفكر؟ وإلى متى لا يوجد في مجلس الأمة لجنة منفردة تعنى بشؤون الثقافة والفنون والآداب؟ ترى يا جماعة الخير الكل صار عندهم وزارة ثقافة وإحنا حتى لجنة في المجلس ما عندنا.
atach_hoti@hotmail.com
إقرأ أيضا