تعودت كل يوم خميس أن أحضر تجمع «الدسمة» للقاء صديقات عمري، وهذا التجمع لا يستطيع أحد أفراده التأخر عنه إلا لأسباب قهرية «الله لا يقدر»، ويوم الخميس الماضي كان اللقاء له نكهة مميزة امتزجت بالحزن والألم بسبب ما تعيشه المرأة الكويتية، إلا أنني خرجت من خلال الحوارات التي دارت بيننا في ذلك اللقاء بأن المرأة الكويتية تعيش إلى الآن في دائرة نسوية مغلقة لا يوجد لها أي منفذ يبشر بالخير لحل قضاياها!
في ذلك اليوم كنت متعبة جدا مما وجدته من مشقة في الدوائر الحكومية لتخليص بعض الأوراق الخاصة بي «بعد تعرفون الروتين»، وعند السلام على صديقاتي أحسست أن كل واحدة منهن يرتسم على وجهها قصة كارثة تختلف عن الأخرى،وبدأت حواري معهن حول ما وجدته من صعوبات في الدوائر الحكومية والسبب طبعا أنني امرأة «وعزباء» ولابد من وجود ولي لتخليص معاملاتي «فرغم أنني أوشكت على بلوغ الأربعين من العمر إلا أن الحكومة لا تزال تعتبرني قاصرا».
بعدها سألت صاحبة البيت وأختها عما بهما؟ فكانت الإجابة بأنهما تريدان ترميم البيت لكن طلبهما إلى بنك التسليف والإسكان قوبل بالرفض رغم أنهما تحظيان بمكانة علمية وعملية مرموقة.
التفت إلى «الاتجاه المعاكس» وأقصد طبعا الدائرة الحوارية النسائية المغلقة، وسألت وردة التجمع: لماذا الحزن يملأ عينيك؟ فكانت إجابتها عن قضية التجنيس، فصديقتنا من أم كويتية وأب، (رحمه الله) غير كويتي. وقانون الدولة يعطي للمرأة الكويتية حق منح الجنسية لأولادها بوفاة الأب أو طلاقها منه، الغريب في موضوع صديقتنا أن جميع اخوانها منحوا الجنسية إلا أخ واحد ولا أعلم لماذا لا يطبق هذا القانون على الكل دون واسطة أو «حب خشوم»؟!
نأتي لصديقتنا الرابعة والتي تحمل شهادة متميزة في تخصص نادر، وهذا ليس حديثنا، بل هي عبارات المسؤولين التي تمت عند مقابلتها معهم خلال بحثها عن عمل، حيث ترددت هذه الجملة على مسامعها: تخصصك نادر ونحن بحاجة إليه «زين أنتم بحاجة شغلوا البنت وإلا لازم يكون عندها حرف الواو»!
هذه كانت حواراتنا ومحاور قضيتنا «الإسكان، التجنيس، متى تصبح المرأة ولية على نفسها في الدوائر الحكومية، والتوظيف»، وإذا استمر بنا الحديث لوجدنا أنفسنا أننا بالفعل في دائرة نسوية مغلقة، وسنكتشف أننا لم نأخذ حريتنا إلى الآن، مع العلم بأن البعض يريد إقناعنا بأننا حصلنا عليها من خلال دخول 4 نائبات للبرلمان، فدخولهن كان نقمة على الحركة النسائية وليس نعمة كما كنا نتمنى، فلا أعلم أين هن من مشاكل المرأة الأرملة والمطلقة والعزباء؟ أين هن من الأمومة والطفولة؟ فقد نقرأ تصريحاتهن عن موضوعات المال والاقتصاد والبترول وغير ذلك من مصادر المناقصات والمال، أما الشق الإنساني وهو الأساسي لضمان المجتمع والأسرة الكويتية فأعتقد أنه ليس في أجندتهن.
كلمة وما تنرد: إلى من أقصدهن في مقالي عليهن بالتحلي بما قاله الإمام علي عليه السلام:
إنما الدنيا فناء
ليس للدنيا ثبوت
إنما الدنيا كبيت
نسجته العنكبوت
ولقد يكفيك منها
أيها الطالب قوت
ولعمري عن قليل
كل من فيها يموت
atach_hoty@hotmail.com