المالية والتعليم العالي والحرف «ح»
قبل السؤال عن الحرف «ح»؟ وقبل كتابة مقالتنا عن صاحب تلك الشخصية، لابد أن نسلط الضوء على أساس المشكلة المتمثلة في تأخير الإدارات المالية المنتمية للقطاعات الحكومية في صرف المكافآت للموظفين، أو تعطيل بعض مهامهم العلمية أو الرسمية لهم أو تأخير رواتبهم أو.. أو.. أو.. كثير من المشاكل التي تصلني عبر البريد الالكتروني الخاص بي والتي تتضمن معاناة الموظف الكويتي من تلك الادارات، وحسب معلوماتي أن وزارة المالية تفضلت مشكورة بوضع مراقب مالي في كل وزارة في الكويت وبرغم هذا الا ان بعض هؤلاء المراقبين أصبحوا، للأسف، كالوزارات التي يراقبون عليها «يعني بالمختصر المفيد راجعنا بكرة».
موضوعنا اليوم هو حرف «ح» ذلك الموظف الذي يعتبر مسؤولا عن مال الدولة ويريد ايجاد قوانين جديدة غير تلك المتبعة في عمل الوزارات فتارة نجده يقول: «أنا غير مقتنع بصرف تلك المكافآت «مع العلم بأن اللوائح والقوانين الموضوعة من قبل الخدمة المدنية ومن قبل الوزارة تجبره على الصرف، وأن تلك المكافآت حق مكتسب للموظف وعلى الرغم من هذا نجد ان الحرف «ح» يؤخر تلك الكتب ويقوم بإحراج مسؤولي الوزارة أمام الموظفين وهذا ليس فقط في التعليم العالي ولو دققنا اكثر وبحثنا لوجدنا الحرف «ح» له نظراء في بعض وزارات الدولة، وما جعلني أكتب اليوم عن حرف «ح» هو اطلاعي على رسالة بعثت الي عبر البريد الالكتروني وعند قراءتها تذكرت المثل الذي يقول: «يا من شرى له من حلاله عله».
علتنا اليوم هي حرف «ح» الذي وظفته الدولة لرفع المعاناة عن الموظفين وتسهيل معاملاتهم ولكن للأسف أصبح علة لأغلبية موظفي التعليم العالي نظرا لما يطبقه من تعسف واعتماده على المزاجية وللأسف لا يوجد من يردعه عن ظلمه للموظفين، ولكم ما كتب الي من كلمات مبعثها الالم من ظلم «ح» تقول الرسالة : «أنا موظف تم اختياري لتمثيل الكويت في مؤتمر خارجي وقامت الجهات العليا بتوقيع قراري مشكورة، واذا بي عند مراجعتي للوزارة ومعي قراري لانهاء مخصصات السفر تقابلت مع مسؤولة بالفعل (يعطيها ألف عافية) على حسن استقبالها لي ومحاولتها انجاز معاملتي بالسرعة الممكنة، حيث لم يبق على تاريخ المغادرة غير ثلاثة أيام واذا بها تقوم بالاتصال للبحث عن استمارة قراري وبعد محاولات هاتفية لم تجد الاستمارة فقامت بالاتصال بحرف «ح» للاستفسار فكانت الاجابة: لا يعلم أين الاستمارة؟ بل الأغرب من هذا دهشة «ح» من الاستعجال فقامت المسؤولة بالرد عليه بأن الوقت المتبقي ثلاثة أيام، طلبت مني المسؤولة التوجه الى حرف «ح» وبالفعل قمت وذهبت اليه واذا بي أجد الاستمارة على مكتبه، وهنا لم اندهش لأنني أعلم ما هي نفسيته فالتزمت الصمت لانهاء معاملتي فجلست أمامه وأوحيت إليه بأنني لن أتحرك الا اذا انجزت المعاملة، فضاق صدره من الجلوس بوجهه واذا به ينادي الموظفة التي بجانبه بعدما قام بتوقيع الاستمارة طالبا منها بأن تقوم بكتابة المبلغ المالي المخصص للمهمة وهنا تأتي المفاجأة الكبرى وهي أن الطلب جاهز وكل شيء جاهز ولكن حرف «ح» لا يريد الصرف والانجاز ليس لشيء شخصي بل لشيء نفسي (الله يعينه).
كلمة وما تنرد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
atach_hoty@hotmail.com
إقرأ أيضا