د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

وجهة نظر وليست وجهة وطن!

بالأمس كنت أحادث أحد الزملاء في العمل عن الأوضاع الراهنة السياسية في الكويت، واشتد الحديث مع زميلي وقمنا بتفنيد جميع الموضوعات السياسية المطروحة على الساحة البرلمانية وفي نهاية الحديث وجدت زميلي يختم حديثه بجملة وهي: «للأسف أصبحت سياستنا الدارجة والمتبعة من منطلق وجهة نظر وليس وجهة وطن»!

نعم أصبح نهجنا السياسي عند بعض المسؤولين، للأسف، يتم وفقا لتطبيق وجهة نظرهم وليس تطبيق مصلحة الوطن، تلك ليست مقولة بل هي فعل لبعض من نسمع تصريحاتهم ونشاهد قراراتهم التي تبنى على وجهات نظرهم متناسين وجهة وطنهم، دعوني أذكر لكم بعض الموضوعات التي تناولتها وزميلي لأثبت لكم إلى أي حال سياسي وصلنا ووفقا لوجهات النظر التي لا ندري إلى أين ستؤدي بنا فيما بعد؟ والله أعلم:

الصحة، كلنا نعلم أن مستشفياتنا وتمريضنا وأدويتنا في حالة يرثى لها مع العلم أن الدستور ينص في المادة (11): «تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل، كما توفر لهم خدمات التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية». ولكن للأسف هذا لا يطبق لأن من يضع الخطة المستقبلية للصحة وضع وجهة نظره وليس وجهة وطنه.

التعليم والتربية، كل يوم نسمع عن قرارات وتغيير مناهج وأساليب جديدة في العنف الذي أصبح متفشيا في أروقة مدارسنا، وجامعاتنا وكلياتنا حالها يرثى لها من مبان، أما مناهجنا فهي مدمرة وليست متطورة، وما حلولهم؟ لجان مقامة ومجتمعة والنتيجة إهدار المال العام مع العلم ان الدستور في المادة 13 ينص على ان: «التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع، تكفله الدولة وترعاه»، ولكن ما يطبق من خطط ومناهج في التعليم والتربية قام على أساس وجهة نظر وليس وجهة وطن!

الرياضة والنشء وشباب المستقبل، أين هم من خارطة المستقبل؟ ذلك هو السؤال: فما نشاهده من إهمال للوضع الرياضي يدل على ان هناك خللا كبيرا وبحاجة الى الانتباه؟ وكيف يمكن ان نقوم بحماية النشء؟ نجد أن البعض يقتصر تفكيره في وجهة النظر مع العلم بأن هؤلاء اذا قاموا بالتفكير والتذكير فيما نص عليه دستور الكويت في المادة 10: «ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي». يجد أنه لا يعرف معنى كلمة وطن.

مادة 17 من دستور الكويت: « للأموال العامة حرمة وحمايتها واجبة على كل مواطن». للأسف ان الأغلبية ممن يجلسون على الكراسي لا يتذكرون ذلك ويقومون من وجهة نظرهم بإهدار أموال الدولة والنتيجة طمع الباقي للوصول الى كراسيهم ليقوموا بتكملة وجهة نظرهم وإهدار ما تبقى من أموال وثروات الدولة.

تلك كانت بعض المواضيع التي تحدثت وزميلي فيها، ولا يعني هذا أننا لم نتطرق للتلوث والبيئة وما وصل اليه الحال بنا، كما تطرقنا للثقافة والفنون والتي أصبحت ثروة غنية للبعض، بل أصبحت لمن يفكرون بوجهة النظر وجبة غنية فنجدهم في تلك الآونة يسلطون الإضاءة عليها من خلال كراسيهم ويناشدون بها بل يتغنى البعض بحروفها وأنهم يريدون الإصلاح لها مع العلم أن هؤلاء البعض هم ممن كانوا في السابق يرفضون وجود ما يسمى بالفنون والثقافة، كلمات كثيرة تداولتها مع زميلي والمحصلة هي وجهة نظر وليست وجهة وطن.

كلمة وما تنرد:

يا من ينادي بتفعيل الدستور!

أين هو الدستور من أفعالكم؟

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا