آن الأوان ألا نؤجل الكلمة الطيبة، بل أصبح الوقت ملحا أن نبحث عنها ونوظفها في حياتنا اليومية، سواء بين أسرتنا أو تعليمنا أو إعلامنا، المهم أن نحقق هدفنا، وهو تعليم وترسيخ الكلمة الطيبة في أذهان مجتمعنا.
يجب ألا تقول «لن أقدر»، فلم تجف قلوبنا عن ابتكار «الطيبة» من خلال الكلمات والأفعال، ابتعد عن العجز والبخل والكسل لتنفيذ ما نسعى إليه وهو رسالة السلام من خلال الكلمة الطيبة بين أفراد مجتمعنا، إن عقولنا ومشاعرنا أصبحت تفقد الأمل والسعادة، والسبب هو عدم وجود الكلمة الطيبة، قد يسأل البعض: ما الأسباب؟
أصبح الإعلام المحلي والعربي والعالمي يغلب عليه الصبغة الإعلامية في جميع مواده المقدمة للجمهور التي أساسها العنف، أصبحت المواضيع بالية ومكررة، مجرد مشاكل تحاكي شيئا واحدا فقط وهو العنف، إلى أن أصبحنا نعيش العنف صباحا ومساء، وأصبح البعض يطبقونه وينفذونه، وأصبحوا يبتكرون أنواعا جديدة من العنف، أصبحت أخبارنا وبرامجنا تصطبغ بأنواع العنف، وبين ذاك الزحام نسوا الكلمة الطيبة.
أصبحنا نسمع عما يسمى «التحرش الجنسي» أو «الاعتداء» سواء من قبل عضو هيئة التدريس للطلبة أو بين الطلبة بعضهم وبعض في جميع المراحل التعليمية، بل أصبحنا نسمع من هنا وهناك عن تزوير الشهادات والجامعات الوهمية، أصبح العالم يعاني من مشكلة تسمى «التعليم والتربية» وحلها في البحث عن الكلمة الطيبة وتعليمها لأولادنا الطلبة وتوصيل مفهومها للمشرفين على التعليم والتربية.
أصبح التعليم لا يؤدي رسالته المطلوبة، وهي التعليم والتهذيب نعم فالتهذيب يأتي عندما نستطيع أن نعلم أولادنا ماذا تعني الكلمة الطيبة، والعلم يأتي عندما يتمكن أولادنا من كتابة الكلمة الطيبة ويعملون بمعناها، ولكن للأسف أصبحت مدارسنا وجامعتنا ما هي إلا دكاكين تجارية لمن يستطيع أن يدفع أكثر لنيل الشهادة، دون التركيز على حصيلة الطالب.
أما عن المجتمع والأسرة فأصبحنا نعاني من التفكك، والسبب ابتعادنا عن الحب والعطاء من خلال الكلمة الطيبة، إن رسول الله أوصانا بإفشاء السلام بيننا، وبدلا من ذلك أصبحنا مجتمع «الهاي والباي». غابت الكلمة الطيبة لنيل المصالح والكراسي، غاب نور السلام فأصبح وجه الحياة منطفئا تطغى عليه هالة من العنف والقسوة، ومن يدفع الثمن؟ إنه المجتمع، إن السلام كلمة لله ومن الله، فاجعلونا نبدأ بالكلمة الطيبة ونقول «السلام عليكم».
كلمة وما تنرد: تنص المادة 9 من الدستور على أن: «الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة».
atach_hoty@hotmail.com