د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الطمأنينة.. يا وزارة الداخلية

تنص المادة 8 من الدستور على «تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين».

أبدأ مقالتي بمواد الدستور الذي منه تشرع القوانين. بالأمس جاءني اتصال من امرأة لا أعرف عنها في بداية حديثنا غير اسمها واسم عائلتها، وطلبت مني مقابلتها لضرورة قصوى، المهم قابلت السيدة وفوجئت بها تعرض علي شكوى مدعمة ببعض المستندات الرسمية وبالفعل اندهشت لما سمعته منها وما قرأته في الأوراق التي أعطتني إياها.

القصة قد نراها ونسمع عن أحداثها في بعض البيوت الكويتية، ولا تقتصر فقط على تلك السيدة، لكن ما تلقته تلك السيدة من تهديدات هو ما أدهشني، وقبل التطرق إلى التهديدات ومَن صدرت منه، اتركوني أقص لكم قصتها في البدء لكي تحكموا معي، ولكي ينظر المسؤولون في أمرها ليجدوا لها حلا ويضعوا حدا لبعض أصحاب المراكز الذين يهددونها. هي امرأة في الأربعين من عمرها، متزوجة، تعمل، بينما زوجها لا يعمل، لكنه يأخذ راتبها ليأكل ويشرب وينام أما واجباته تجاه أسرته فلا يعلم بها، المهم تلك المرأة راضية بما قسم الله لها من نصيب، ولكنها في يوم ما فكرت في أن تجدد مسكنها «عفوا نسيت أن أذكر لكم أنها وزوجها وأولادهما يسكنون في بيت أهل الزوج»، المهم تلك المرأة أخذت قرضا من البنك لتحسن من شكل الجزء الذي تسكنه هي وزوجها وأولادها، ومع بداية التصليح بدأت مشكلتها، في البدء أهل الزوج بدأوا يضعون طلباتهم للتصليح أيضا وعندما رفضت بدأت الإهانة والضرب من الزوج زاعما أن ما تقوم به تبذير، وعندما تجاهلت الإهانة تحول الأمر إلى العمال الذين يقومون بالتصليح، فكان الزوج ينتظر ذهابها إلى العمل ويقوم بالصراخ على العمال وتوقيفهم عن العمل، طبعا قد يسأل البعض لماذا لم تستأذن المرأة زوجها قبل البدء بإصلاح المنزل؟ وما سبب تلك المضايقات لها؟ أولا السبب هو أن أهل الزوج يريدون منها أن تقوم بإصلاح البيت كله ليس فقط الجزء الذي تسكنه هي، أما لماذا لم تستأذن الزوج؟ فطبعا لأن الزوج دائما مغيب عن الدنيا بسبب ما يتعاطاه.

المهم ذهبت المرأة إلى المخفر لتستنجد بقوة الأمن وتأخذ ورقة من زوجها وأهله بعدم التعرض وفجأة وجدت المرأة كما هائلا من التلفونات تنهال على قائد المخفر بألا يسمع لها، بل المضحك أن أخت الزوج تعمل في إحدى الإدارات القانونية في وزارة الداخلية استغلت مكانتها القانونية وعرضت على قائد المخفر تسهيل خدمات ومصالح له في المستقبل مقابل ألا يقوم باستدعاء الزوج وأخذ تعهد بعدم التعرض لزوجته مع العلم بأن هذا غير قانوني، وبرغم هذا العرض من تلك القانونية لقائد المخفر إلا أنه والحمد لله إلى الآن يوجد أناس شرفاء يحترمون القسم ويتقون الله في خلقه، ولكن قائد المخفر لم يقدر أن يساعد المرأة إلا أنه نصحها بأن تحوّل الموضوع إلى التحقيق وبالفعل فعلت المرأة ذلك.

لكن ماذا يخيف تلك المرأة؟ يخيفها أنها يتيمة الأب والأم وليس لها من أخ يفزع لها.. وما يرعبها أكثر أن الأمن والطمأنينة أصبح لهما منافذ للوساطة. السؤال لكم وللمسؤولين ما الشيء الذي يصبر تلك المرأة على عيشتها هذه؟ الإجابة: إذا رفضت حياتها تلك لن تجد غير الشارع مسكنا لها ولأبنائها.

كلمة وما تنرد:

الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أوالدين ـ المادة 30 من الدستور.

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا