ضمن أنشطة مهرجان الفوانيس الذي أقيم في المملكة الأردنية الهاشمية قدمت مسرحية عنوانها «قلب الحدث» وهي من إنتاج الفرقة القومية للتمثيل لوزارة الثقافة العراقية، ومن تأليف وإخراج الفنان المبدع مهند هادي.
ومسرحية قلب الحدث.. بعيدا عن النقد لعناصر العرض المسرحي وللأمانة العلمية يجب علينا أن نقول في بداية كلماتنا إن عناصر عرضها قدمت بصورة فائقة الجمال بل وعلى مستوى عال من التكنيك المسرحي، ورغم أن أدوات المخرج كانت قليلة وغير مزدحمة، إلا أن المخرج قام بتوظيف جميع أدواته بتناغم مترابط فيما بينها لكي يوصل لنا فكرته، وهذا ما سنتناوله؟
مسرحية قلب الحدث.. تيمتها المسرحية تحاكي العالم بأجمعه أي فكرتها لم تقتصر فقط على دولة العراق وهذا ما يسمى بالإبداع لفن الكتابة المسرحية، «قلب الحدث» تسلط الضوء على إشكالية الإعلام وكيفية توصيل الخبر للقارئ أو المشاهد من خلال الجرائد والقنوات الإخبارية، في الآونة الأخيرة أصبحنا نعاني من عدم مصداقية الخبر الإعلامي سواء كان الخبر مرئيا أو مقروءا، فعلى سبيل المثال نجد أن بعض الصحف تنشر خبرا عن حدوث انفجار في دولة ما في مكان ما وأن ضحايا هذا الانفجار يبلغ 10 أشخاص على سبيل المثال، ومن ثم نجد جريدة أخرى أو قناة فضائية تتحدث عن نفس الموضوع ولكن بأعداد ضحايا أخرى وتهويلات إعلامية تجعل الخبر كارثة إعلامية قد تصل في بعض الأحيان إلى أزمة سياسية والسبب يرجع إلى عدم مصداقية الخبر، وهذه كانت فكرة مسرحية قلب الحدث مع إبداع المؤلف مهند هادي في طرح موضوعه، حيث أخذ قصته من معاناة شعبه وهي المبالغة في الإعلام، وطرحها من خلال أحداث تحدث في العراق من خلال 3 شخصيات يحوم حولهم شبح الموت وبالفعل يحدث هذا من خلال انفجار ويلقون حتفهم ويقوم مؤلفنا بإرسال رسالته الإعلامية من خلال شخوصه ومحاكاتهم لمشاكلهم الشخصية والدولية كل هذا من خلال قراءة الجرائد أو القنوات الإعلامية وكل شخصية تزيد على الحدث الذي سمعناه قبل قليل من الشخصية الأخرى وهنا أراد أن يوضح المؤلف كيف يتم تمرير الخبر الإعلامي مع الزيادات التي تحدث من بعض الأقلام في نقل الحدث الإخباري، لقد أصاب المؤلف باختياره في تيمة مسرحيته لكي لا يجعل المتفرج يشعر بغربة عن أحداث مسرحيته بل جعله معه في نفس دائرة الأحداث، كما أنه أطلق على مسرحيته «قلب الحدث» ما جعل المتفرج يتعايش مع أوضاع المشكلة كما لو أنه يقوم بمشاهدة أو قراءة صحيفة تتناول كارثة ما حدثت وتلك ضحاياه وتلك معاناتهم، فلكي يجعلنا نعيش الموت معهم أخذ من تيمة الخبر الإعلامي موضوعا لكي يجذبنا لقضيته الأساسية وهي ملاحقة شبح الموت للمجتمع العراقي، وهنا نجد أننا جميعا كمتفرجين أصبحنا كلنا في قلب الحدث مع اختلاف الظروف لكل بلد.
كلمة وما تنرد:
إلى بعض الإعلاميين وإلى بعض من يدعي المهنية الإعلامية: إن الكلمة شرف والمصداقية ميثاق الإعلام، والحرية هي وضع الكلمة بحذافيرها دون التزييف أو المبالغة أو تتابع المصالح الشخصية.
atach_hoty@hotmail.com