د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

وتشرق شمس الثقافة من المملكة الأردنية الهاشمية

يقول أندريه شينيه: إننا نطيل الكلام عندما لا يكون لدينا ما نقوله. وللأسف تلك المقولة كانت شعار مؤسساتنا الثقافية «الحكومية والخاصة» نعم مجرد ندوات ومهرجانات وتكريمات والنتيجة فقط كلام في الهواء تأثيره سلبي حيث يكون ممتلئا بالغازات السامة المضرة على المثقفين.

ولكن عندما حضرت إلى المملكة الأردنية الهاشمية للمشاركة في أنشطة مهرجان مسرح الفوانيس لدورته السادسة عشرة والذي يصادف افتتاحه يوم ذكري المسرح العالمي 27/3 وجدت أن شمس الثقافة تشرق من هناك قد تسألون كيف؟ ولماذا؟ الإجابة ببساطة أننا وجدنا افتتاح المهرجان بدأ بكسر التقاليد المتبعة للمهرجانات المسرحية التي تعودنا على رؤيتها كل عام دون تجديد أو ابتكار، بمعنى أوضح أننا تعودنا في ديارنا على أن افتتاح المهرجانات يقتصر على كلمات المسؤولين ومن ثم تقديم عرض مسرحي، وأصبحنا نعيش على ذلك المنوال مع العلم بأن كل عام يصرح المسؤولون عن تلك الأنشطة سواء الحكومية أو الخاصة منها بأنهم سيقدمون الجديد وسنرى الابتكار، ولكن ما نجده كل عام هو ما شاهدناه في العام السابق وهو نفسه ما سنشاهده في المستقبل إن شاء الله. أما مهرجان مسرح الفوانيس فقد وجدت فيه ما نبحث عنه نحن المثقفين وهو التجديد وكسر القوالب التقليدية للمسرح من خلال بداية المهرجان الذي بدأ في صباح يوم ذكرى المسرح العالمي في ميدان جمال عبدالناصر بتواجد المثقفين والفنانين وضيوف المهرجان مع تواجد كبار المسؤولين والقياديين في المملكة الأردنية الهاشمية، فقد بدأ الاحتفال بكلمات بسيطة معبرة من القلب إلى القلب بعيدة عما تعودت عليه مسامعي من كلمات قديمة عن أساطير استهلكت على مدار الزمان والسنين، وبعدها بدأت العروض والموسيقى التي كانت تمتاز بتنوعها وجمالها ثم بدأت مسيرة حاشدة من المثقفين والقياديين تجوب شوارع عمان كما لو أنهم أرادوا أن يشاركهم شعب المملكة الأردنية الهاشمية تلك الفرحة وتلك الذكرى وهو يوم المسرح العالمي، وكان ذلك بمنزلة دعاية موفقة عن بدء مهرجان مسرح الفوانيس لدورته الـ 16، وأتى المساء ليبدأ المهرجان دورته الفعلية والرسمية، وأيضا وجدت أن من قاموا بالأشراف على ذلك كسروا التقاليد وقدموا لنا كلمات معبرة وصريحة منهم إلى مسؤوليهم بكل حب وتقدير واحترام دون خدش أو تلاعب بالألفاظ كما نشاهد عندنا، ومن بعد تلك الكلمات بدأ مهرجانهم بالموسيقى وليس بعرض مسرحي كما جرت العادة، وهذا هو التجديد والابتكار الفني والإبداع، بل الأجمل أن هذا المهرجان جرد من الجوائز والمسابقات والبحث عن الأفضل، ولا شك أن هذه الأمور تبدأ من خلالها الصراعات والحسابات الشخصية.

مهــــرجان مسرح الفوانيس بحق يعد إنارة للــــثقافة والـــــفن، فالــــعروض التــــي قدمت وستقدم فقط من أجل المتعة والتـــــذوق الفني بعيدا عن الصراعات التحـــكيمية لـــنيل الــجوائز بــــاسم الأفضل، فالفن يجب ألا يقف على الأفضل بل يجب أن يــــكون على التــــذوق والمتــــعة وهــــذا ما رأيناه في مسرح الفوانيس لدورته الـ 16، وها هي تشرق شمس الثقافة من المملكة الأردنـــية الهاشمية لنا كي يسطع نورها على الدول الأخرى لتقوم بكسر التقاليد وتبتعد عن اللجان والتحكيم، وها هي تغير من الكلام إلى أفعال نتذوقها ونتمتع بها.

 

كلمة وما تنرد: الكويت كانت لها الريادة في دول الخليج في الثقافة خاصة في مجال المسرح، فهل من المعقول ألا تحتفل بذكرى المسرح العالمي إلى الآن أم أن التجديد عندنا سيكون في تغيير التاريخ؟ ومنا إلى المسؤولين.. والله من وراء القصد.

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا