د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لسانك حصانك

«لكي لا تأكلنا فلتات اللسان» ذلك كان عنوان ندوة شاركت فيها الأسبوع الماضي بإحدى جمعيات النفع العام، وكان محور الندوة تسليط الضوء على بعض الرموز السياسيين والقياديين وما يطلقونه من تصريحات سواء «سرية أو علانية» قد تقلب عليهم الرأي العام بعد ذلك، وعندما سئلت من أحد الحاضرين عن اللسان وفلتات اللسان، قلت: إن الله تعالى يدعونا إلى المحبة والصفاء والمودة والإخاء، والحياة والمال والعرض والشرف أمور لها قداستها ويجب ألا تمس، لأن الاعتداء على أي من هذه الأمور يعد من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تفتك بوحدة الأمة، وتزرع الحقد والضغينة وتثير الريبة والشكوك فتنزع الثقة وتقطع الروابط، ومما ينسب إلى الإمام الشافعي قوله:

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى

وعيشك موفور وعرضك صين

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عورات وللناس ألسن

والحقيقة لم يترك الإنسان لسانه عابثا هنا وهناك وكأنه لا ضابط له ولا رقيب عليه، فلا تظنوا أن من يقوم بذلك لا يعلم أن كل ما ينطق به مسجل، سواء أكان ذلك المنطوق متعلقا بالأفراد وأعراضهم أو متعلقا بالجماعات؟ ولكن السؤال هنا ليس عما يقولونه بألسنتهم؟ ولكن عن مصالحهم في ذلك؟ ومن هي القوة التي تدفع لهذا؟

وبعيدا عن النوايا والمصالح الشخصية والسياسية وتفكيك الرموز لابد أن نركز على المشاكل التي تنتج من هذه التصريحات والأحاديث الجانبية لتلك الأنماط التي تستهدف تفكيك المجتمع، فلو علم المثرثرون أنهم مسؤولون عن كل ذلك لكانوا حبسوا ألسنتهم وضيقوا عليها، لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإنا لمحاسبون عما نتكلم به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟».

ويقول الله عز وجل (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)، وكان ختام كلمتي في تلك الندوة أن نعمل بالمثل القائل «لسانك حصانك ان أهنته أهانك وان صنته صانك».

 كلمة وما تنرد: «إذا اعتقد أحد أنه لم يرتكب حماقة أو خطأ في حياته فذلك يعني أنه لم يحاول تغيير حياته أبدا ـ ألبيرت آينشتاين».

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا