د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

هل سيزور سانت باترك لجنة الظواهر السلبية؟

سانت باترك هو عيد القديس باترك الايرلندي الذي تحتفل به بعض الدول الغربية في 17 مارس من كل عام، وباترك كما تروي القصص الأجنبية صبي بريطاني خطفه بعض القراصنة الايرلنديين وعاش في المنفى كعبد يرعى الأغنام في القرن الخامس الميلادي، عندما كانت المسيحية تزحف إلى أوروبا بخطاها الحثيثة، وبعد 6 سنوات من الأسر هرب إلى موطنه الأصلي بعدما أتته الرؤية الإلهية –كما يقال- تطلب منه العودة إلى ايرلندا وتنصيرها، لم يكن حتى ذلك التاريخ اسمه باترك وفق ما ذكر في مذكراته التي تركها وراءه، ولكن أطلق عليه اسم باترك بعد تلك الرؤية التي رآها في عام 432م، ومنذ ذلك التاريخ أصبح باترك رمزا بل رسولا للهداية والصلاح، فهو من رجع إلى ايرلندا الوثنية وفتح المدارس وبدأ تعليم أهلها المسيحية كما تقول الروايات والقصص، وتضيف الروايات أيضا أنه توفي في يوم 17/3/461، ومن ذلك التاريخ أصبح الاحتفال ليس بمولده بل بتاريخ رحيله وهذا يرجع إلى معتقداتهم بأن الموت ما هو إلا نوم مؤقت وسيبعث مرة أخرى، وهذا يشابه العقيدة الفرعونية وهي البعث، المهم أصبح ذلك اليوم تاريخا قوميا ووطنيا للشعب الايرلندي الذي إلى الآن يقوم أبناؤه بالاحتفال بهذا اليوم من خلال ارتداء اللون الأخضر الذي يدل على الطبيعة، والبعض يقوم بحمل عروق نبته النفل الخضراء والسير في جموع هائلة في شوارع وضواحي ايرلندا، تلك هي قصة سانت باترك ولكن ما سبب زيارته لنا؟ ذلك هو السؤال:

بالأمس كنت مدعوة في إحدى المدارس الأجنبية الخاصة التي كانت تحتفل بذلك القديس، والسؤال للجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة، هل تعتقدون أن دول الغرب تقوم إحدى جامعاتها أو مدارسها بالاحتفال بالعيد الأضحى المبارك أو عيد الفطر السعيد؟ أجزم بكلمة ((لا))، فكيف نحن الدولة الإسلامية «نتفرج» على ما يحدث أمامنا دون الاعتراض أو التعقيب؟ بمعنى لا للاعتراض على أعيادهم ولكن الاعتراض على التعميم والتثبيت لأعيادهم تلك هي المشكلة!

عندما يأتي إلي طفلي ويسألني عن «القديس باترك» وعن علاقته بالإسلام، كيف أقنعه بأن ذلك القديس لا يمت إلى الإسلام بشيء؟ بل كيف أقدر أن أوصل له أن ذلك القديس هو جزء من تراث لدولة أخرى؟ فالتعميم والتركيز هو ما يثبت في عقول أطفالنا أن تلك الأعياد والاحتفالات جزء لا يتجزأ من ديننا وتاريخنا، وهنا نسلط الضوء على دور لجنة الظواهر السلبية، فالقضية لا تقتصر فقط على سانت باترك، بل هناك الكثير من المناسبات غير الإسلامية تحتفل بها بعض المدارس وتفعل ذكراها، منها على سبيل المثال لا للحصر عيد النيروز وعيد الفصح، وهنا لا أقصد المنع لأنني أحترم كل الأديان والكتب السماوية، ولكن أنا أرفض التعميم على عقول أبنائنا في المدارس وهذا حق لأي مسلم في الوطن العربي، فمثلما هم لا يعممون أعيادنا على مدارسهم ولا يحتفلون بها في دولهم إذن لابد أن تكون المعاملة بالمثل، فلماذا هم فقط يثبتون أعيادهم في أذهان أولادنا ونحن لا نستطيع ذلك؟ ومنا إلى لجنة الظواهر السلبية لمناقشة واستحضار سانت باترك إلى لجنتهم لإيجاد الحلول.

 

كلمة وما تنرد: «لا تقارن نفسك مع أي شخص في العالم إن فعلت ذلك فانك تهين نفسك ـ الن ستريك».

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا