يضرب أشقاؤنا المصريون المثل على بعض الأشياء بأنها مثل ذيل السمكة، هذا الذيل الذي لا غنى للسمكة عنه عندما تريد الحركة والحياة ولكن عندما تتحول السمكة إلى وجبة شهية فإن أول ما يلقى من السمكة المشوية أو المقلية ذيلها دون أن يتذكر هؤلاء دور هذا الجزء الحيوي وفضله.
بالأمس القريب كان العالم بأكمله يحتفل بالعيد المئوي للمرأة وتحديدا في تاريخ 8 مارس، فمنذ عام 1910 عندما غادر وفد نسائي أميركي للمؤتمر الثاني للنساء الديموقراطيات الاشتراكيات في كوبنهاغن بالدانمارك، كان أول اقتراحاتهن أن يخصص لهن يوم يحتفل به العالم أجمع بذكرى نضال المرأة وتحرير قيودها الفكرية والسياسية، وبالفعل تمت الموافقة على ذلك الاقتراح وأصبح يوم 8/3 تاريخا موثقا لنضال المرأة وتحريرها فكريا وسياسيا، مع العلم أن أول احتفال بذلك اليوم وإحياء ذلك التاريخ الفعلي كان في عام 1913 ومنذ ذلك العام أصبح هذا اليوم يعد رمزا لنضال المرأة، ولكن السؤال هنا: هل نالت المرأة بالفعل حقوقها الفكرية والسياسية بأكملها بعد مرور نحو مائة عام على ذلك التاريخ؟
في كل عام نجد ذلك اليوم يلبس ثوبه المشابه لعامه السابق، وما يفرق بين عام وآخر هو النماذج المشاركة فقط، وأقصد بالنماذج من يشرفن على الاحتفال وإلقاء الكلمات والمحاضرات، ولكن لم أسمع من قبل أو أقرأ بيانا متكاملا يحدد ما حصد من أعمال المرأة في دفع الحركة النسائية أو ما وصلت إليه أو تجاوزته من العام السابق، المشاركات يمسكن بأوراقهن ويتحدثن عن الماضي الجميل وما حدث من رائدتهن في السابق أما هن ماذا فعلن.. الحصيلة لا شيء.
وهنا أصبح ما بدأنا به ذيل السمكة هو ما يطبق علينا، نعم فكل من الجنسين (الذكر والأنثى) لا يتذكر المرأة إلا عندما يريد العيش والمساعدة في الحركة، أي عند طرح أي قضية أو مساعدة انتخابية لجمع الأصوات أو تسليط الضوء الإعلامي على شخصية معينة، على الفور يقومون بالبحث عن المرأة وقضاياها وهنا يضمن من يلهث وراء ما ذكرناه أو لم نذكره من أسباب وراء المرأة التي تقوم بدورها في دفع قضيته دون معرفتها بما يخفي من نوايا، وعندما ينال كل من الجنسين هدفه الذي يصبو إليه يقوم بقطع من جعله يسير في حركته ويدفعه إلى الأمام.
تلك هي المرأة من تعطي دون مقابل لأنها هي رمز العطاء واهبة الحياة من الله عز وجل، ولكن إلى متى نقف صامتات تنزع حقوقنا الفكرية والسياسية منا دون أن يقف بجانبنا من يشد أزرنا ويتذكر ولو بعض الشيء من فضلنا عليهم؟ إلى متى يرفض البعض مشاركتنا الرياضية التي ليست وليدة الأمس فتلك المشكلة تكررت أكثر من مرة وبعزيمة المرأة فقنا من أراد الإطاحة بنا، إلى متى لا نستحق منازل نسكن بها كأي فرد من المجتمع دون أن نكون مطلقات أو أرامل ودون الزواج من أجنبي وإلى متى الكثير من المشكلات التي تواجه المرأة ليست فقط في نطاق المجتمع الكويتي بل في العالم بأجمعه، في الماضي كان من يمثلنا يعمل على التحقيق والتنفيذ برغم الصعاب التي كانت تواجهه في الماضي ولكن اليوم ومع كل الفرص المتاحة لديهم لتحقيق كل ما يريدونه من تغيير للمرأة فقط اقتصر الأمر على التحدث عن المرأة واستخدام ذيل السمكة.
كلمة وما تنرد:
بطاقة شكر لكل رجل يقف مساندا للمرأة في جميع قضاياها متذكرا أن من يتكلم ويدافع عنها هي نصف مجتمعه، وعتاب إلى كل امرأة تقف بالند والعند بوجه المرأة التي هي ذاتها، وعتاب إلى كل امرأة تنتظر الرجل ماذا سيفعل لكي تقوم من بعده بالفعل.
atach_hoty@hotmail.com