اللجنة هي جماعة يوكل إليها فحص أمر أو إنجاز عمل، أما الظواهر وهي مشتقة من كلمة ظهر الشيء ظهورا أي تبين وبرز بعد الخفاء، وفي القرآن الكريم (إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم). وأخيرا السلبية تعني عند الفلاسفة حالة نفسية تؤدي إلى البطء والتردد في الحركة وقد تنتهي إلى توقفها، وتطلق أيضا هذه الكلمة على اتجاه عام يقوم على عدم التعاون، أما إذا قمنا بكتابة «السالب» والتي تعني الاتجاه المضاد للاتجاه الموجب.
فذلك هو معني «لجنة الظواهر السلبية «كما أتت في المعجم الوجيز للغة العربية، ومن تلك المعاني والكلمات نستطيع أن نتوصل إلى أن هذه اللجنة ما هي إلا مجموعة كلفوا من السلطة بالبحث عما ظهر من سلوكيات فردية تعمل في اتجاه سلبي ضد الاتجاه الإيجابي لسلوك المجتمع.
إذن لجنة الظواهر السلبية ما هي إلا مرآة عاكسة للمجتمع من خلالها تستطيع العين أن ترى الأخطاء في مجتمعها ومن أهدافها تقويم وتصحيح تلك الأخطاء وحماية المجتمع منها، ولكن ما نراه للأسف من هذه اللجنة غير ذلك سواء كان على صعيد المفهوم العملي أو اللغوي حيث نجد أن اللجنة أصبح شغلها الشاغل فقط هو إغلاق المقاهي في الساعة الثانية عشرة ومنع تدخين الشيشة، ولا أعلم هل استقطبوا أفراد هذه اللجنة من الدول الخارجية أم أنهم أبناء ذلك البلد هذا هو السؤال؟
اتجاهات سلبية حدثت ولم تقم اللجنة بواجبها تجاهها بالبحث عنها أو تسليط الضوء عليها، فلا أعلم أين دور اللجنة من:
ــ الجثث التي يعثر عليها في الشوارع والحاويات؟
ــ كثرة المشاجرات الشبابية في المراكز التجارية؟
ــ الموظفون الذين لا يعملون على مدار العام ويتقاضون رواتب من الدولة؟
ــ الكهرباء التي تقطع في كثير من المناطق السكنية؟
ــ الشهادات والدرجات العلمية المزورة.
ــ تخطي التدرج الوظيفي والترقيات بالمحسوبية؟
كثير من تلك الظواهر نعيشها إلى أن أصبحت سلوكا وليست ظاهرة في مجتمعنا، ولجنة الظواهر السلبية إلى الآن تقتصر فقط جهودها على إغلاق المقاهي ومنع تدخين الشيشة.
كلمة وما تنرد: أقترح على مجلس الأمة أن يفعل لجنة جديدة تحت مسمى لجنة السلوكيات السلبية، يمكن تنحل مشاكلنا ونجد من يسلط الضوء على هذه السلوكيات التي أصبحت خطرا يدق أرجاء مجتمعنا.
atach_hoty@hotmail.com