في يوم الخميس الماضي قرأت مقالا للزميل ذعار الرشيدي بعنوان «250 يوما والنتيجة صفر»، فتذكرت على الفور «ظاهرة النينو» قد تسألون عن وجه التشابه بين المقالة وتلك الظاهرة التي تعد كارثة طبيعية للعالم، حتى أن كثيرا من الدول المتقدمة تسعى إلى تجنبها. في البداية «النينو» هي ظاهرة تطلق على ما يحدث من تغير مؤقت في مناخ المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادي، ما يسبب تأثيرات متباينة على مناطق كثيرة في أنحاء العالم من جفاف وحرائق للغابات وأمطار غزيرة، ومن ذلك التعريف العلمي لتلك الظاهرة يتأكد ما ذهب إليه الزميل الرشيدي من حقائق سياسية في مقالته. نعم.. نحن نعيش على مدار 250 يوما في ظاهرة النينو، ومن الممكن أن تكون المدة أطول من ذلك.
وبعيدا عن استفسارات الزميل عن الكثير من القضايا المطروحة في مقالته والتي تعد ثقلا على كل مواطن كويتي، نتبع الربط بين المقال والظاهرة الطبيعية، والنينو: هو اسم اسباني يعني الولد أو ابن المسيح، وأطلق ذلك الاسم من خلال الصيادين في الأكوادور والبيرو على تلك الظاهرة لأنها تأتي قرب أعياد الميلاد وكانت تجعل المحيط الهادي أكثر دفئا وتغيرا في اتجاه التيار، وتلك التغيرات تؤدي إلى قتل الأسماك بشكل ملحوظ فيمكث الصيادون في بيوتهم دون صيد، أما نحن فهذا الركود يسود على مجتمعنا ليس لفترة معينة بل على مدار السنة بأكملها، ويصبح لدينا بيات شتوي طوال العام دون صيد، أي دون أمل.
قد يستغرب البعض مما أكتبه ولكن هذه هي الحقيقة، والدلائل كما ذكر الزميل الرشيدي في مقالته على سبيل المثال لا للحصر مشاكل الكهرباء والصحة فهي ليست مشكلة وقتية أو وليدة لحظة بل مشاكل أساسية اجتازت أكثر من 250 يوما ولا حلول لها، بل أصبح الحال من سيئ إلى أسوأ ومن انقطاع كهربائي جزئي إلى انقطاع كامل لبعض المناطق، أما الصحة فمشاكلها الكثيرة لم نعد نجد لها تعريفا في قاموس المواطن الكويتي
«النينو» تعد كارثة في علم الطبيعة وفي علم الإنسان لما يصاحبها من أضرار على المجتمعات والأفراد من أمراض وكوارث وفيضانات وهذا ما نعيشه نحن أيضا من خلال كل من الكوارث التربوية والتعليمية والأمنية والسكنية والمتعثرين وأخيرا البطالة، كل تلك الكوارث تترك رواسب في المجتمع ككل وعلى الفرد بالأخص عندما يصاب بخيبة أمل بل ويفرض عليه أيضا كبت الحريات عندما يقول «لا».
الزميل ذعار الرشيدي أنهى مقاله بالسؤال عن الاستجواب الذاتي بين كل من رئيس مجلس الوزراء ووزرائه عما قاموا به من إنجازات، ولكن بكل ما ذكره الزميل في مقاله تعد عكس ما يظنون وهنا أعطى الزميل الحل وهو يشابه حل انتهاء ظاهرة النينو فظاهرة النينو لا يوقف جماحها شيء إلا ذاتها، فدورتها تنتهي عند تلاقي موجاتها بنفسها، فالنينو تمتلك موجتين الأولى تكون بطيئة مثل قراراتنا الوزارية، أما الموجة الأخرى والتي تدعى «الروسبي» فتكون سريعة مثل أسئلتنا البرلمانية، وعندما تضرب الموجه بالأخرى تتوقف ظاهرة النينو.
***
كلمة وما تنرد: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين - آل عمران - 159)
atach_hoty@hotmail.com