د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

كلاكيت (...)!

كلاكيت كلمة تستخدم في العمل السينمائي وتحديداً عند بداية تصوير أحد المشاهد مع ذكر اسم الفيلم وعدد مرات تصوير المشهد المراد تصويره، فالمشهد السينمائي لكي يخرج لنا بالصورة النهائية التي نراها في الفيلم قد يعاد أثناء التصوير أكثر من مرة ومن ثم نجد مع بداية تصوير كل مشهد مساعد المخرج يصرخ معلنا بداية التصوير وعدد مرات تصويره قائلاً: كلاكيت (..)!

واليوم أصبحنا نستخدم هذا المصطلح الفني في حياتنا السياسية واليومية وأصبحت هذه الكلمة تتداول في أذهاننا عندما نقرأ التصريحات الوزارية أو النيابية فنقول «كلاكيت»، ولكن للأسف من كثرة الإعادة أصبحنا لا نحصي عدد التكرار لتلك التصريحات ولا نعلم متى سينتهي تصوير تلك الأفلام.. عفوا تلك المشكلات، أصبح لكل مشكلة لنا فيلم مخصوص ولكن إلى الآن لم ينته تصوير مشاهده وأصبحت كلمة كلاكيت تكرر كثيرا وفقا للدراسات واللجان الخاصة التي لا نعلم متى تنتهي من التصوير.. عذرا من الاجتماعات. كلاكيت: «مشكلة انقطاع الكهرباء» عدد مرات التصوير لا يحصى، مع نهاية فصل الشتاء نجد المسؤولين يقومون بالتصريح عن احتمال انقطاع الكهرباء في الصيف مناشدين المواطنين والوافدين بالتقليل والإرشاد في استخدام الكهرباء، ونتساءل: أين الحلول لهذه المشكلة؟ لا نعلم الى أين وصلت قرارات واجتماعات لجانهم، أي إلى الآن لم يوضع نهاية لهذا الفيلم بمعنى أن تصوير مشاهده سيتكرر في العام المقبل مع نهاية فصل الشتاء.

كلاكيت: «مشكلة القروض» عدد التصوير لا يحصى، تكرر مشاهد تصويره على مدار كل يوم مع العلم بأننا في كل فجر جديد نقرأ في صحفنا تبرعاتنا الخيرية والبناء للغير، أما فيلم القروض فإلى الآن لم تنته مشاهد تصويره، بل نجد أن وزارة المالية تناشد عدم رفع رواتب الموظفين، وأصبحت الطرق مغلقة للنهاية والإعلان عن بقاء تصوير مشاهد الفيلم مستمر.

كلاكيت: «قانون المرئي والمسموع» عدد مرات التصوير لا يحصى، ولكن هذا الفيلم يختلف عن غيره، بماذا؟ يبدأ تصوير مشاهده وتقام له اللجان الرسمية والنفعية وفجأة تقفل إضاءات التصوير معلنة تأجيل التصوير ويتم الحال على هذا المنوال في كل عام ولا نعلم متى ستنفذ المشاهد الفعلية وينتهي قانون المرئي والمسموع ويقفل هذا الملف؟

كلاكيت: «التعليم والتربية» عدد مرات التصوير غير محدد، فمنذ التحاق وزارة التعليم العالي بوزارة التربية وكان ذلك منذ عام 1989، أصبحت التربية في حالة يرثى لها، للأسف في كل مرة يعتقد البعض أن النهاية تكمن في تغيير الوزير ولكن اعتقادهم خاطئ، وعلى سبيل الذكر وليس الحصر لبعض المشاكل التي تواجه هاتين الوزارتين فمنذ دمجهما بتنا كأننا نرى تصارعا بين بطلين على عدد مشاهدهما فبالأمس القريب كتب أستاذنا محمد مساعد الصالح مقالا في جريدة «القبس» عن مشكلة أبدية تعاني منها وزارة التعليم منذ زمن وهي معادلة الشهادات وعلى مدار أعوام لا تحصى قامت الصحافة الكويتية بالمناشدة وإجراء التحقيقات بجانب مقالات كتابها التي تسلط الضوء على تلك القضية ولكن إلى الآن «محلك سر»، فلا يصيبك الذهول عندما ترى من لا يحمل شهادة الدكتوراه أصبح دكتورا، ولا تندهش عندما يأتي لك طالب ثانوي يكتب الظاء بدلا من الضاد، ولا يصيبك الاكتئاب عند دخولك لفصول لا يوجد بها كراسي أو إضاءة، ولا تحزن ولا تقول العقل السليم في الجسم السليم عندما لا ترى ملاعب رياضية في جميع مباني المراحل الدراسية، ولا تتحسر عندما تسمع أن فلانا ترقى أو نصّب على مركز ويوجد من هو أفضل منه، كثيرا من تلك المشاهد في تربيتنا وتعليمنا أعتقد ان من يهتم بها لا يقوم بعمل فيلم بل من الممكن أن يقوم بملحمة تربوية تعليمية.

كلاكيت: «البدون».

كلاكيت: «قانون المعاقين».

كلاكيت: «الرياضة».

كلاكيت: «الصحة».

كلمة وما تنرد: لجنة «الظواهر السلبية» أين دورها من كلمة كلاكيت؟

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا