يحتفل العالم الأوروبي يوم 14 فبراير من كل عام بعيد الحب، ونحن هنا لسنا بصدد شرح وتفسير ما يحدث في ذلك اليوم، أو الطرق المتبعة للاحتفال به في تلك الدول الأوروبية، أو حتى التجهيزات التي تتم عندنا نحن العرب في ذلك اليوم بعدما تطبعنا بطبعهم، ولسنا أيضا بصدد الإعلان المسبق عن جلسة في مجلس الأمة تناقش تلك الظاهرة التي أصبحت متفشية في مجتمعنا رغم توقعاتي المستقبلية بأنه من المحتمل أن يطرح أحد النواب في القريب العاجل تلك القضية (الفالنتاين) في إحدى الجلسات مع بداية التجهيزات لذلك العيد.
لكن ما وجه الاستعجال في طرح تلك القضية وإعداد العدة قبل توقيت عيد الحب؟!
بالأمس كنت في أحد التجمعات النسائية ذات الصبغة المخملية وكان محور الحديث هو الحريات وما يحدث من تطورات على الساحة المحلية والعالمية التي نقرأ عنها أو نتابعها من خلال الإنترنت أو الأخبار التلفزيونية التي تصب جميعها في بؤرة واحدة وهي الحرية، بدأ الحديث وأدلت كل واحدة من الحاضرات باقتراحات قد تكون إيجابية في بعضها وسلبية في أخرى، لكن لم يدم هذا الحوار كثيرا، إذ فوجئنا بسؤال استفزازي من إحدى الحاضرات جعل محور الحديث يأخذ اتجاها آخر، حيث طرحت علينا السؤال التالي: «إن شاء الله بيمنعون عنا الاحتفال بالفالنتاين؟» وهنا نظرت إليها باستغراب وأصابتني نوبة من الاندهاش لما حدث بعد ذلك، حيث وجدت النسوة تناسين القضية المطروحة وأصبح محور الحديث الدفاع عن الفالنتاين، واقتراح الطرق التي يمكن القيام بها للتحايل على كل من يريد منع ذلك الاحتفال سواء كانت سلطة تنفيذية أو تشريعية.
فترة ليست بقصيرة من سماعي لتلك المهاترات الكلامية والاقتراحات الخيرية للاحتفال بهذه المناسبة، وتوقف الحديث مع الانقطاع المفاجئ للكهرباء كليا عن جلسة الفالنتاين، وسكن الصمت المكان ثم عاد الحديث ليتحول عن الظلام وأسبابه، في تلك اللحظات الداكنة ظهر صوت المرأة التي كانت تتحدث من قليل عن الفالنتاين وإذا بها تسأل باستغراب عن سبب انقطاع الكهرباء، وكأنها لا تعلم أن مشكلة الكهرباء نعاني منها منذ زمن، بل إن محافظة كاملة عانت من الانقطاع الكهربائي على مدى 4 أيام، واعتقدت أن تلك السيدة لم تصل إلى تلك المنطقة ولا تعلم عنها شيئا، وهنا وعندما وجدت الأخريات يستنكرن انقطاع تيار الكهرباء وليس لدى أي منهن مسببات لانقطاعه، ورغم تحفظي في رأيي وعدم الحديث من بداية الجلسة شعرت بأنه يجب علي الرد، وهذا ما حدث.
بدأت إجابتي باستنكار ما سمعته منهن مع التأكيد على أنهن بصمة موثقة في المجتمع الكويتي ولا غبار على ذلك، ولكن استنكاري أتى من انشغالهن بكيفية إتمام ذلك العيد الذي ليست له أي صلة أو عرف، تاركين مشاكل كثيرة يعاني منها المجتمع، وكان سؤالي لهن كيف تردن إقامة حفلات يعود ريعها للخير وأساس ذلك الخير فساد؟! ومن ثم تطرقت لسبب انقطاع الكهرباء قائلة: «إن انقطاع الكهرباء في الكويت سببه انقطاعكن ومن مثلكن عن الشارع الكويتي!».
كلمة وما تنرد:
المادة 7 من الدستور تقول: «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين».
atach_hoty@hotmail.com