د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الظواهر السلبية

(ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ـ سبأ:6)

بالأمس كان الحجاب واليوم الموسيقى ولا نعلم ماذا سيكون غدا؟ المشكلة ليست في طبيعة المشكلة ولانوعيتها؟ لأن المشكلة تتمثل في سؤال يطرح نفسه وهو: من المتحدث ومن المقرر؟

وعند الإجابة عن هذا السؤال سنجد أنهما يندرجان تحت نوعين:

الأول: نعتبره وقتيا لأنه نتاج بعض المسؤولين أو أهل المال الذين للأسف أعطوا البعض الثقة ظنا بأنهم بالفعل متخصصون في علوم الدنيا والدين، وهذا النوع تأثيره مؤقت أي مع الوقت سيجد من أعطاه الثقة أنه غير كفؤ لها ومنه سيزول، وكما قال أهلنا «الجذب حبل قصير»، إذن هذا النوع وقته الزمني قصير، وبرغم من قصر مدته إلا أنه سيترك بعض الإرهاصات السلبية إلا أن هذا يسهل مع الوقت إصلاحه.

النوع الثاني: «التدرج الوظيفي» والذي يعد كارثة مجتمعنا الكويتي والذي سنسلط عليه الضوء لما يحمله من مخاطر وصعوبات لإزالته، التدرج الوظيفي هو عامل مثبت ودائما تصعب إزالته إلا بطريقتين إما الإقالة وهذا من رابع المستحيلات في الدوائر الحكومية والطريقة الأخرى (الموت)، عفوا أنا لا أتمنى الموت والخلاص لأي فرد من مجتمعنا، ولكن أتمنى من حكومتنا أن تقوم بالحل قبل أن يأتي اليوم ويصبح كل منا يتمنى الموت للآخر، والحل بسيط لكي لا نصل إلى هذه المرحلة وهو إقامة مسح شامل على جميع الوزارات ليس فقط الإعلام والتربية بل جميع الوزارات الحكومية وهذا ما أستغربه ونحن نملك جهاز تخطيط للدولة ولا أعلم ما وظيفة هذا الجهاز؟

إن المقرر والمتحدث لابد أن يكون ذا خبرة تخصصية في مجاله وليس هذا فقط، بل لابد أن يحمل شهادة تؤهله لأن يقرر ويتحدث في مجاله، لكن للأسف التدرج الوظيفي عندنا عكس هذا والسؤال هنا هل بعض المتحدثين والمقررين هم بالفعل أهل الاختصاص لمراكزهم أم مجرد تدرج وظيفي؟

بالأمس القريب أمرت وزارة الداخلية بإقامة لجنة لإدارة التحقيقات وتقييم موظفي الإدارة، وبرغم نواقص هذه اللجنة إلا أن الفكرة بحد ذاتها تعد فكرة صائبة وصحيحة بدلا من التقارير الورقية التي تعد مشنقة لبعض الموظفين المقهورين «اللي ما عندهم ظهر»، وهنا أقول وأنا على دراية وافية وكافية من جميع الأوراق التي قمت بالاطلاع عليها لبعض الوزارات وأهمها الإعلام إن البعض ممن يطلق عليهم المتحدث والمقرر لا يحملون شهادات جامعية أو خبرات إعلامية، فقط اكتفوا بشهادة الثانوية العامة، ومن ثم وضعوا على التدرج الوظيفي واليوم أصبحوا متحدثين ومقررين لمصائر الدولة، وهذا ليس فقط في الإعلام، بل وفي التربية نجد من يدرس «فرنسي» أصبح يدرس العلوم والعربي وهذا ليس بأكاذيب بل حقائق، وبعض ممن لا يحملون الدكتوراه أصبحوا أصحاب خبرة ومقررين بل ومتحدثين، وغدا سنجد إن شاء الله الممرض أصبح طبيبا، والبقية تأتي وكل هذا ما يسمى بالتدرج الوظيفي، إذن غدا قد نصل إلى اعتقاد بأن البنسلين حرام، ومن كتب «اللص والكلاب» هو صلاح الدين الأيوبي، واللغة الإنجليزية يمنع تدريسها لأنهم من أوائل المستعمرين للعرب، وأن.. وأن..وأن.. هذا هو حال التدرج الوظيفي، أما الرأي الخاطئ ومرجعيته نتيجة التدرج الوظيفي أو الصمت وعدم الدفاع عن الحق وذلك لعدم توافر الخبرة والعلم لبعض أهل القرار والمتحدثين.

 

كلمة وما تنرد: إلى بعض أهل القرار والبيان أذكرهم من دستور الكويت مادة 12/ 14: «تصون الدولة التراث الإسلامي والعربي وتسهم في ركب الحضارة الإنسانية. ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي».

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا