حالنا في الكويت خلال هذه الفترة هو عين ترى الأخطاء والعين الأخرى تدمع لما تراه من أهوال، أصبحنا نرى كثيرا من الأخطاء ولكن ليس بأيدينا شيء نفعله لنغير ولو بعض الشيء منهــــا، أصــــبحنا كــالولايا نتذكر ماضينا ونبكي على ما كنا فيه وعلي ما أصبحنا عليه.

تدمع العين عندما ترى حال مستشفياتنا تنتقل من سوء إلى أسوأ، لا غرف مجهزة ولا رعاية صحية ولا اهتمام من قبل بعض الأطباء وموظفي المستشفيات، وسأسرد لكم واحدة من قصص عجائب الصحة: بالأمس كانت زميلتي تعاني من آلام شديدة في معدتها فتوجهنا لأقرب مستشفى بجانب عملنا، وبالفعل دخلنا وتوجهنا لقسم الحوادث وقام الطبيب المشرف على ذلك القسم بالفحص على صديقتنا وكان التشخيص الأول هو اشتباه بمرض «الخبيث» في المعدة فأمر الطبيب على الفور بعمل أشعة لزميلتنا، وإذا بدكتور آخر يأتي لنا ويسأل: هل أنتم تابعون للمنطقة؟ فقمت بشرح القصة له مع الاستعانة بالدكتور الذي قام بالفحص علي زميلتنا لنوضح له خطورة الموقف، ولكن للأسف رفض الدكتور استمرار العلاج وأمر بخروج المريضة من المستشفى، في هذه اللحظات دمعت العين عندما تذكرت كلا من د.عبدالرحمن العوضي ود.عبدالمحسن عبدالرزاق ود.عبد الرزاق العبدالرزاق، رحمهم الله، ورحم حالنا من بعدهم.

ترى العين في كل يوم زحاما شديدا ولا نعرف أسبابه، في الماضي كنا نعلم الأوقات التي تزدحم بها الشوارع وهي فترة الذهاب إلى المدارس والخروج منها، أما الآن أصبح وقت الذروة في كل دقيقة والأسباب غير معروفة «بس نشوف دوريات تارسة الشوارع على شنو» الله أعلم كما لو أنهم يقولون لنا نحن موجودون، ترى يا جماعة الخير مو مهم وجودكم المهم تشوفون صرفة في هذه الزحمة، والعين لا ترى فقط الزحمة بل ترى بوجود هذا الكم الهائل من الدوريات إلا أنها ترى من خلالهم على مدار الساعة حوادث السرقات وجرائم اغتصاب وموت الكثير من الشباب والأسباب جرعة زائدة.. السؤال هنا: الدوريات شنو مهنتها؟ وهنا تدمع العين عندما تتذكر العم يوسف الخرافي والشيخ محمد الخالد، الله يرحم أيامهم ويعدي اعيالنا الشر.

ترى العين في كل اليوم الكثير مما لم أذكره، وتدمع الكثير عندما يمر عليها شريط الذكريات وتتذكر أسماء منها ما ذكرتها ومنها ما لم أذكرها ولكن تاريخ وشعب الكويت يذكرها ويدمع من أجلها، سؤال هنا: من هذه المشاكل التي ذكرتها والتي لم أذكرها ولكن جميعنا يعلمها ونراها كل يوم، أين مجلس الأمة من هذا؟ هل هم مثلنا يرون ويدمعون؟

كلمة وما تنرد:

يا جماعة الخير ترى ملينا من اقتراحاتكم اللي ما لها معنى، الحين شنو الأهم الكتابة على الطوفة ولا التلوث اللي ملأ بحرنا، ارحمونا الله يرحمكم.

atach_hoty@hotmail.com