د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

من حكايات جدتي

د.نرمين يوسف الحوطي

انتهى شهر رمضان المبارك بسرعة البرق وها نحن ودعنا عيد الفطر السعيد وبدأنا الحياة الروتينية والعملية، وفي صباح أول يوم لي في عملي بعد إجازة طويلة وعند قيادتي لسيارتي متوجهة إلى عملي وسماعي طبعا لملكة الغناء العربي «فيروز» تذكرت قصة من إحدى القصص التي كانت ترويها لنا جدتي عندما كنا نذهب لها في الأعياد وتذكرت هذه القصة التي تحمل عنوان «الفراشة والإرادة» بالأخص لأنها تحكي عن العمل والجهد وكيف يلاقى الخير بالظلم، وعذرا لك يا جدتي لأنني سأقوم بسرد هذه القصة ولكنني سأقوم بتغيير بعض أحداثها لتواكب التغيير العملي والدنيوي لهذا العصر مع استخدام الرمزية لعدم الإحراج:

كان يا مكان يا سادة يا كرام، كانت هناك فراشة نشيطة كل يوم تتوجه إلى عملها بكل جد ونشاط، وكانت هذه الفراشة مهما كلفت من عمل تقوم به على أكمل وجه وبأفضل صورة دون أن تتذمر بل بالعكس كانت تشعر بالسعادة بعطائها، وفي يوم ما استغرب مسؤولها الأسد من كفاءتها دون أن يساعدها أو يشرف عليها أحد، وجلس الأسد يفكر إذا ما كانت الفراشة تعمل بهذه الطاقة دون إشراف ومساعدة فكيف سيكون عملها في حالة وجود مساعدين ومشرفين لها وعليها؟

وهنا قرر الأسد بعد تفكير عميق أن يعين سكرتارية لكتابة التقارير وغيرها من الأعمال الإدارية ظنا منه بأنه سيرقى بعمله ومؤسسته، المهم قام الأسد بإصدار قرار وهو نظام «الحضور والانصراف»، (يعني نفس اللي عندنا قانون «البصمة» اللي للحين مو عارفين منطبق على منو ومعفى منه منو) المهم خلونا في قصتنا قام الأسد بتعيين نملة لديها خبرة في الإشراف الإداري وكتابة التقارير على العمل والعاملين وبجانب النملة قام الأسد بتعيين أيضا عنكبوت وظيفته إدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات الهاتفية، وبعد فترة من العمل أتت النملة بالتقارير إلى الأسد، وهذا أسعد الأسد كثيرا مما جعله يطلب من النملة أن تقوم بتطوير تقاريرها ووضع رسوم بيانية أكثر توضيحا وتحليلا للمعطيات بصورة أعمق ليقدر الأسد عرضها على مجلس الإدارة ومن هذا الطلب قامت النملة بشراء جهاز كمبيوتر جديد مع طابعة ليزر ملونة بل وقام بتوظيف نحلة تكون مسؤوليتها قسم الأنظمة للمعلومات، المهم أصبحت التقارير كثيرة والأوراق أكثر مما جعل صديقتنا الفراشة التي كانت تنتج وتطور أداءها بحرية كرهت كثرة الورق والقرارات والاجتماعات مما ساهم في هدر الوقت، وهنا استنتج الأسد وجود مشكلة في الأداء وعليه قام بتغيير آلية العمل في القسم، وقام بتعيين خبيرة وهي الجرادة لتقوم بالتطوير الإداري، وكان أول قرار قامت به الخبيرة شراء أثاث جديد وسجاد جديد لاستقبال مراجعيها مع شراء أجهزة كمبيوتر جديدة وتوظيف مساعدين لها لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وتقنين الميزانية، ومنه أصبح القسم مليئا بالموظفين والأجهزة والأوراق والقرارات مما جعل القسم ليس على صورته في السابق الذي تميز بالنشاط والعمل رغم أن في السابق كانت الفراشة بمفردها، أما الآن فقد أصبح القسم يكنز الكثير من الموظفين وتوابعهم، وبعد هذا أتت الجرادة بدراسة إلى الأسد والتي توضح أن تكلفة القسم أصبحت عالية جدا، ومن الضروري تقليص النفقات من خلال الاستغناء عن أحد موظفي القسم، وهنا تنتهي قصتنا لأنكم تعلمون من قام الأسد بفصله أولا!

كلمة وما تنرد: إلى كل مسؤول: اتقوا الله في الكويت وشعبها.

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا