د. نرمين يوسف الحوطي
(والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر ـ الفجر1: 5).
اليوم تبدأ الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الذي ننتظره كل عام بشغف، لما ميزه الله عز وجل عن باقي الشهور، ففيه يكثر الدعاء والصلاة والتقرب من الله في صفاء وهدوء النفس، شهر رمضان لا يقتصر فقط على الصيام فهو شهر العبادة والصوم وقيام الليل، أيامه تمتاز بالصدقات والزكاة، وإفطاره يذكر المرء بتواصل الأرحام، شهر عامر بالنفحات الإيمانية والصدق والتذكير بيوم الميعاد.. (ولكن).
ولكن تلك هي قضيتنا اليوم، فعند قراءتنا لسورة الفجر بأكملها نجد أنها تصف واقعنا الحالي، قد يسأل البعض ما وجه التشابه؟ وقد يستغرب الآخر الرابط بين مجتمعنا وسورة الفجر وقبل هذا أو ذاك نذكر بما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد، ارم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد ـ الفجر 6: 8). وفي معنى هذه الآيات دليل قاطع على ما أريد تأكيده بكلمة لكن، وخير حجة بيني وبينكم هو ما أتى به كتاب الله عز وجل، فـ«لكن» تعني ما وصلت إليه حالنا وخشيتي على ما سنراه إذا لم نحمد الله ونشكره، حجتي آيات الله لتكن نورا إلى الحقيقة التي للأسف أصبحنا لا نراها، إنني لست داعية ولكنني مسلمة وأحفظ بعض الشيء من كتاب الله عز وجل وأعرف أن الله حق والصدق حق وأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما خاطب أمة الإسلام في خطبة الوداع قال: «تركت فيكم كتاب الله وسنة نبيه»، أي إن مرجعية كل مسلم هو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه فان ما أفعله اليوم وأكتبه هو حق من حقوق كل مسلم يريد الحق ويسعى هو إليه.
نعم كانت الكويت مثالا يحتذى به بين المجتمعين العربي والعالمي، كانت بلادنا تضيء ميادين عدة سواء أكانت علمية أو ثقافية أو رياضية، أبدع بها أبناء الكويت في ذلك الوقت، ولكن تلك قضيتنا اليوم وهي لكن هذه الفترة يوجد البعض من يحمل الكره والحقد ولا يفكر إلا بشخصه وذاته وللأسف منا من يسمعهم ويواكبهم ويجلس مجلسهم بل يصبح منهم ليصبح مثلهم وهنا نقول: «الله يستر علينا»، بالأمس كنا قوة يجمعنا الحب والقناعة، أما اليوم فأصبحنا لا نعرف كلمة الحب، وصار الطمع يتغلغل في نفوسنا وأصبح كل منا مشكلته الوحيدة هي كيف يفضح الآخر لكي يصل على حساب الآخرين، ولكن السؤال هنا إلى أين نريد الوصول؟
سرقات وتراكم ديون وتزوير وقضايا أمنية وقذف وطعن، أصبح هذا هو حال الكويت، إذن ما ذكرته من آيات لسورة الفجر بالفعل مطابقة لما نعيشه من حال، الليالي العشر في هذه الأيام الفضيلة التي تتسم بالخشوع لذكر الله والصلاة له إلى آذان الفجر، لنتذكر ما أتت به سورة الفجر من آيات تحذيرية لمن أنعم الله عليهم من خيرات ولكن فسقوا وكفروا فكان الهلاك مصيرهم وأخشى أن يحدث لنا ما حدث لــ«عاد».
كلمة وما تنرد: بالأمس القريب فقدت الكويت أحد رجالها الذين أفنوا حياتهم من أجلها هو هزاع الصلال رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته، ومني إلى (...) بأن يعطي هذا الرجل حقه الذي سلب منه في حياته من خلال وضع اسمه على أحد المراكز الثقافية أو احدى قاعات الكليات العسكرية للدولة.
atach_hoty@hotmail.com