د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الردح الإعلامي

د. نرمين يوسف الحوطي

للأسف يطغى على الإعلام الكويتي سواء الحكومي أو الخاص في هذه الآونة ما يسمى بالردح الإعلامي وإذا أردنا أن ندرج ما يحدث في إعلامنا تحت أحد مصطلحات الإعلام يمكننا أن نطلق عليه الإعلام الأصفر انتسابا لما يسمى بالجرائد الصفراء، «لكن بعض أهل الإعلام الكويتي جزاهم الله كل خير تفوقوا على ذلك وجعلوا الأصفر أسود وأطلقوا عليه.. الردح الإعلامي»، ومن تلك المعاني والمسميات التي ورد ذكرها حتى الجرائد الصفراء لن نجد لها أي أساس في علم الإعلام، لأن علم الإعلام لا لون له، لكن لغته تعكس واقع المجتمع، ومن هذا نجد أن الإعلام الكويتي تقدم على جميع الدول في الابتكار لمدارس إعلامية ملونة جديدة، بل نجده ابتكر لنا لغة جديدة وقام بتثبيتها في الإعلام الدولي برغم رفضها في علم الأعلام وهي لغة الردح.

لن أخوض في تحليلات نقدية أو شخصية فيما يقدم من برامج أو مسلسلات كويتية في شهر رمضان الكريم، ولكنني سأضرب مثالا على ما أريد توصيله لبعض الإعلاميين الكويتيين والمسؤولين عن رسالة الإعلام الكويتي، وأخص هنا الإعلام الخاص (القنوات الخاصة) ليقتدوا بها، وخير مثال على الإعلام المتميز ما نراه من الإعلام المصري، ولن أقوم بمقارنة ما بين الكويت وجمهورية مصر العربية في ذلك لما لمصر من تاريخ عريق في عالم وعلم الإعلام، وبرغم وجود بعض المسلسلات المصرية دون المستوى إلا أن المستوى العام جيد وقام بالتوصيل الإعلامي المراد له دون تجريح، واليوم لن أقوم بالتحليل النقدي للعروض كما ذكرت من قبل ولكنني سأقوم بتسليط الضوء على من يقوم بعمل دراسة إستراتيجية لما تحتاجه الدولة وكيفية توظيفها لغرس قيم وقضايا وكيفية توصيل تلك الرسائل بحد عينها للمجتمع، بل كيف يتم غرس ذلك في الإعلاميين أولا ويجعلهم يؤمنون بهذه الرسالة ليقوموا بتنفيذها وتوظيفها من خلال برامجهم ومسلسلاتهم، وهذا يعد من أهم أسس علم الإعلام بل إنه رسالة الإعلام التي للأسف نفتقدها في الإعلام الكويتي.

عندما نشاهد بعض المسلسلات الاجتماعية المصرية المقدمة خلال هذا الشهر الكريم نجد أنها تحاكي المشاهد بلغة درامية راقية بعيدة عن الإحباط والصراخ أو الضرب، ولا ننسى ما يقدم من خلال هذه المسلسلات والبرامج من إسقاطات وانتقادات سياسية واقتصادية للمجتمع المصري، ولكن بصورة راقية دون المساس بمشاعر الآخرين أو المسؤولين واللبيب يفهم بالإشارة، بل ما يشد انتباهي أيضا الإعلانات التي تعرض أثناء المسلسلات أو البرامج التي يكون مجملها وفحواها الدعم الوطني والحث على بناء مصر وتقدمها وازدهارها كما أنهم لم ينسوا أن يذكروا المشاهدين في هذا الشهر الكريم بالعطف والصدقة على الفقراء من المجتمع المصري، أما برامجنا ومسلسلاتنا الكويتية (الله لا يوريكم)، بمعنى مختصر نجد بعض المسلسلات لغتها الدرامية تحمل كل معاني العنف والحقد والكراهية كأننا نحيا في زمن التتار، أما الإعلانات التي نشاهدها أثناء المسلسل على قنواتنا الكويتية فما هي إلا عن الأكل أو الخصومات أو أي طريقة تجعل الفرد مدينا طوال عمره، وإذا تطرقنا للبرامج لن نجد إلا لغة الردح والضرب في الوحدة الوطنية من خلال التحدث عن التفرقة والطوائف باستخدام أسلوب إسفافي يعتقد البعض أنه نوع من الكوميديا، ومن هذا وذاك أذكر هؤلاء البعض الذين يظنون للأسف الشديد أنهم أصبحوا رموزا في الأعلام العالمي أنهم للأسف هم وأمثالهم غير ذلك بل هم صورة غير مشرفة للكويت لأن المجتمع الكويتي هو أساس الإعلام الخليجي وكان هذا من خلال اللغة الراقية.

كلمة لا ترد: كل الشكر لفريق العمل برنامج «أبو قتادة وأبو نبيل» لما يقدمونه هذا العام من كوميديا راقية مصحوبة بإسقاطات لاذعة على جميع الأصعدة التي تهم الكويت دون إسفاف. وعساكم على القوة.

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا