د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

يا فرحة ما تمت

د. نرمين يوسف الحوطي

قبل حلول شهر رمضان الكريم، قمت كعادتي اليومية بفتح بريدي الإلكتروني، وإذ بي أجد سيلا من الرسائل في البريد، وهنا فرحت أن كل هؤلاء بعثوا لي تهنئه بالشهر الفضيل، ولكن وكما قالها أهل مصر «يا فرحة ما تمت»، لأنني عندما بدأت بفتح الرسائل وجدتها جميعها شكاوى عن الأوضاع التي نعيشها في تلك الفترة، الجميع يطالبونني بالكتابة والخوض والتوسع في كل قضية على حدة، ولكنني اليوم سأقوم بتجميع القضايا المرسلة لي في قضية واحدة لأكتب من خلالها وهي الكويت.

3 شهور من عمر السلطة التنفيذية الجديدة ولم ينتج منها إلا الكوارث المستمدة من الكوارث الوزارية القديمة، كنا نأمل خيرا في التشكيل الجديد بعد أن أثبت الشعب الكويتي وعيه في حسن اختياره لبعض نواب السلطة التشريعية، كنا نظن بعد هذا التغيير سيكون هناك تواصل وتناغم بين كل من السلطتين لبناء الكويت وتقدمها ولكن «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».

بدأت السلطة التنفيذية الجديدة عملها بمواكبة عواصف ترابية تحجب الرؤية عن المستقبل المنتظر من خلال الصراعات الداخلية والخارجية لكل وزارة على حدة مع ارتفاع حاد في درجات الحرارة لمشاكل الدولة التي للأسف لم نلمس حلا لها إلى الآن.

بدأ فجرنا السياسي الجديد باستجواب لا يمكننا وصفه إلا بأنه مثل بعض مشاهد مسلسلات رمضان، وهذا ما استنتجه البعض متأخرا، ومن ثم بدأت انفلونزا الخنازير وكذلك التصريحات الوهمية حول هذا الوباء، كما كانت مشاكل الرياضة حاضرة كعادتها في الفترة الماضية واستمرار الاختلاف على من يجلس على الكرسي. أما الكهرباء فإلى الآن لا نعرف مصيرها. وتسريب الامتحانات لم يتضح أين وصل التحقيق فيه، ومن السبب في تلك الكارثة. والشهادات المزورة والترقيات التي لا نعرف أساسها، لكننا نقول: «خليها علي الله».

وبعد هذه التوابع ظهرت لنا مشكلة المسرحين وقبل أن نصل لهذه الكارثة كانت هناك مؤشرات لظهورها منها مشاكل البترول والتصريحات الوهمية حولها، ومن ثم الجامعة التي يشكو مسؤولوها من عدم القدرة على استيعاب الطلبة الجدد لأن المباني لا تكفي ومنه سترفع نسب القبول في العام المقبل «يا من شري له من حلاله عله». وبعد المسرحين يأتي لنا قانون العمالة وتطبيق التجربة الألمانية، وبين هذا وذاك نجد قرار توحيد الجنسية ومنطقة عريفجان العسكرية «قالها بومرزوق: عنزة الفريج ما تحب إلا التيس الغريب». واليوم «كارثة الجهراء»، ولا نعلم ماذا يخفي لنا المستقبل من كوارث وعقبات تجعل من الكويت في حالة ذعر وحزن بعدما كانت تتوج وتزين بالفرح والاطمئنان.

هذا مجمل الرسائل التي بعثت إلى مطالبة الكتابة وطرح ما ذكرته من قضايا بدلا من التهنئة بالشهر الفضيل، الكل ينادي باستخدام العقل والبحث عن الخطأ لتصحيحه، ولكن أذكر شعب الكويت بتلك الآيات من كتاب الله عز وجل لعلهم يجدون فيها الحل الذي يريدونه: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ـ الرعد: 11)

atach_hoty@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا