د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ڤينوس

د.نرمين يوسف الحوطي

«لا تقارن نفسك مع أي شخص في العالم، إن فعلت ذلك فانك تهين نفسك». (ألن ستريك)

ڤينوس هي إلهة الحب والجمال عند الرومان، وهي أفروديت عند الإغريق وكلها مسميات تؤدي بنا إلى مسمى واحد هو المرأة، فبالرغم من أن المرأة كانت ومازالت على مر العصور هي الكائن الجميل الذي يعشقه الرجل ويُشعر في جمالها، بل من الممكن أن يموت فداء حبها، وبالرغم من أن هناك كثيرين قرأنا عنهم، وكثيرين غيرهم لم يذكرهم التاريخ، إلا أنه في المقابل لا نجد سوى القليل من كتب عن ذكاء المرأة وخبثها، فعلى الرغم من أن كليوباترا كانت جميلة إلا أنها كانت سبب هزيمة أنطونيو، ولا ننسى شمشون الجبار الذي كانت نهايته أيضا على يد امرأة، وها هي امرأة العزيز ذكرت في كتاب الله عز وجل ليضرب لنا مثلا في المكر والذكاء للمرأة لما فعلته في سيدنا يوسف عليه السلام، وإذا خضنا في قصص النساء فسنجد أنفسنا نتعامل مع جمال يحيكه الخوف وحب من أجل البقاء، ولكن السؤال هنا كيف أصبحت صورة المرأة في عصرنا هذا؟

بالأمس كان قاسم أمين ينادي بحرية المرأة وكسر القيود من عليها ويرفض قمع الرجال لها، واليوم تتمتع المرأة بجميع مميزات الرجل من حرية وحقوق سياسية إلا ان عقولهن مازالت تعيش في قمع الظلمات، وهذا ليس نتيجة المجتمع ولكن هو نتيجة تفكير المرأة، فالمرأة دائما تعيش في ذاتها بأنها إنسانة مضطهدة وأن العالم بأجمعه يقف أمامها وأمام مستقبلها، فالمرأة اعتادت على الشكوى، اليوم أصبح لا يوجد مصدر للشكوى أو الاضطهاد كما كان بالأمس، وخير مثال على حديثنا هذا هو وصول المرأة الكويتية للبرلمان وليست واحدة بل 4 نساء وجميعهن يحملن درجات علمية متميزة، ولكن السؤال هنا: ماذا فعلن هؤلاء منذ دخولهن إلى المجلس؟ لا شيء، نعم لا شيء.. لماذا؟

كنا نتوقع أن المرأة عند دخولها إلى قبة عبدالله السالم سيكون هناك مجال أوسع في الطرح لقضايا المرأة، علي سبيل المثال «الجنسية لأولاد المرأة الكويتية، السكن للمرأة المطلقة أو العازبة، سن التقاعد.. إلخ»، لكن للأسف اقتصرت العضوات على الاحتفالات وسرد كيفية وصولهن إلى قبة البرلمان متناسيات من أوصلهن إلى هذه القبة، وإذا قمت بالسؤال لهن ما فعلتن؟ الجواب سيكون: عامل الوقت لم يسعفنا، 4 أشهر من تشكيل المجلس البرلماني طرحت قضايا كثيرة منها مهم ومنها دغدغة مشاعر البعض، ولكن أين «ڤينوس»؟ عفوا أين المرأة في هذا الزخم البرلماني؟ في خبر كان!

حكي عن فيلسوف رأى امرأة شنقت نفسها في شجرة، فقال: يا ليت كل الأشجار تحمل مثل هذه الثمار. أصبح مجتمعنا اليوم يتمنى هذه الأمنية لبعض العناصر النسائية والرجالية بأن يراهم على الأشجار وهذه ليست بفلسفة ولكن من غيظ القلب لما نراه من أحوال مردية لم نكن نضعها في حسباننا عن مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، وبما أن المرأة تعد نصف المجتمع والآن هي المجتمع ككل، كنت أتمنى ان يكون سقراط يعيش بيننا في هذه الآونة ليلاقي الكثير من منافسيه في الفلسفة وهذا يرجع لقوله لأحد تلاميذه: «تزوج يا بني فإنك ان رزقت بامرأة صالحة، أصبحت أسعد مخلوق على وجه الأرض، وإذا كانت شريرة، صرت فيلسوفا».

والحمد الله أن الفلاسفة في الكويت من كثرهم مو عارفين نتجه أي اتجاه.

التعليق

x

إقرأ أيضا