د. نرمين يوسف الحوطي
ما الرابط الذي يجمع بين الاستاذة والفنانة القديرة مريم الصالح ومشكلة المسرحين؟ ان المشكلة واحدة والرابط واحد وهو عدم رد الجميل، قد تسألون كيف رد الجميل؟ ولماذا؟
مشكلتنا لا تقتصر فقط على من ذكرناهم بل هي مشكلة تخص كل من أفنى عمره في عمله من أجل بناء وعلو اسم الكويت، وهنا لا أقصد ان هؤلاء ينتظرون رد الجميل، ولكن من بعض صفات العروبة الذكرى الحسنة لمن يخدمون بلدهم بصدق وامانة، وهنا تكمن مشكلتنا اليوم. فالمسرحون هم أبناء البلد، بعضهم أفنوا عمرهم لبعض الشركات وكانت مكافأتهم ظرفا بداخله ورقة بالاستغناء عنهم دون ضمان لحقوقهم المادية والمعنوية، بل المؤلم أكثر من ذلك انه الى الآن لم نشاهد حلا لمشكلتهم، بل المخجل والمحزن ان شركات كثيرة ممن سرحت عددا من موظفيها الكويتيين تستعين بموظفين وافدين (عذرا لهذا المصطلح) بمرتبات قد تكون اضعاف راتب احد المسرحين، بل تعطيهم مميزات لم تعطها لأبناء البلد سواء من لايزال على رأس عمله منهم او المسرحون، وللأسف ان من يتحدث عن موضوعهم ويطرح قضيتهم قد يستخدمها فقط للظهور الاعلامي ولكن أين الحلول؟ «محلك سر»! المتعسرون والمسرحون كلها مجرد كلمات ومسميات فقط للاعلام وظهوره، ولكن الحلول أقفلت عليها الادراج، وهذا ما حدث للفنانة الكويتية الاستاذة مريم الصالح، وعذرا، لن أتحدث عن تاريخ مريم الصالح لان بعض أهل الاعلام اذا تناسوا، فالكتب والتاريخ المسرحي للكويت لن ينسى، وأنا هنا لن أخوض في مشاكل بين أفراد وأيضا والحمد الله الكل يعلم عني أنني بعيدة عن نظام «الشللية»، ولكنني أستغرب من بعض الاقلام التي تكتب عن الثقافة والمسرح، أين هم مما حدث من اعتراض البعض على تكريم مريم الصالح؟! والحمد الله أنني أعلم الاجابة والكل يعلمها أيضا وهي أن الفنانة مريم الصالح خارج الحسبة، مو صح كلامي؟
اليوم أكتب باسم كل مواطن كويتي من الممكن ان يحدث له ما حدث للمسرحين والفنانة مريم الصالح بعد ان قاموا بخدمة بلادهم دون ان ينتظروا المقابل، ليس فقط في مجال الاعلام ولا الأعمال بل في كل ميادين الدولة، سواء أكانت رياضية أم صحية أم تربوية أم علمية، كثيرون للأسف أهدرت حقوقهم من الاعلام والمؤسسات والدواوين الوزارية، وهذا يرجع للمركزية لان هؤلاء يتعاملون باعتبار ان أماكنهم ومراكزهم قطاع شخصي لهم بل هي من أملاكهم الخاصة وليست أملاك الدولة وهنا تكمن المشكلة، لأن اعلامنا يخشى من هذه المركزية، وما يؤكد كلماتنا تلك الأسماء التي محتها المركزية ولكن لم تنسها أرض وتاريخ الكويت ومنهم «الشيخ جابر العلي الصباح، د.نائل النقيب، د.عبدالرزاق العبدالرزاق، ود.عبدالمحسن العبدالرزاق، السقاف، أ.سعاد الرفاعي، د.فوزية مكاوي، د.حسن يعقوب العلي، فتحي كميل، جاسم يعقوب، وغيرهم كثيرون»... لا يتذكرهم التكريم ولا الاعلام، ولكن علينا نحن الأجيال ان نحترم تاريخنا لكي يحترمنا الآخرون، فهؤلاء ممن ذكرتهم، وعذرا لمن لم أذكرهم لأن ذكرهم يحتاج الى موسوعة وليس سطورا، هم بالفعل موسوعة ومرجع لمن يريد التاريخ والاستفادة، فهم لا يحتاجون الى الاعلام لأنهم حفروا اسم الكويت في أرجاء العالم بفكرهم وكتبهم وعلمهم بل كرموا من خارج الكويت، واليوم نعترض على التكريم بل «نبدي» الأجنبي على ابن البلد بس شنو نقول عين عذاري.