د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

«بوبوس» وقضية المتعسرين

د. نرمين الحوطي

«بوبوس» هو فيلم يعرض حالياً لفنان الكوميديا عادل إمام، من تأليف الكاتب يوسف معاطي، ويعذرني باقي فريق العمل عن عدم ذكر أسمائهم لأنني لن أقوم بنقد فني ولا تحليل سينمائي للفيلم، بل سأسلط الضوء على «تيمة» الفيلم وهي «المتعسرين».

عادل امام فنان كبير يتقن فن الكوميديا الساخرة وهو ما نطلق عليه «شر البلية ما يضحك» والذي يعد الفنان عادل إمام أحد رواده، هذه النوعية من الأفلام تستهدف تطهير بعض النفوس، وعذرا لن أخوض كثيرا في ذلك أيضا لأنني ذكرت في مقدمتي قضيتي أني سأقوم بتسليط الضوء على قضية «المتعسرين».

يوسف معاطي صاحب قلم دؤوب على كتابة القضايا السياسية من خلال الكوميديا الساخرة، وما أتعجب منه هو ما قرأته من نقد لبعض الأقلام التي هاجمت الفيلم بل حكمت عليه بالفشل هذا ما جعلني أذهب لأشاهده كي أكتشف الحقيقة بنفسي، ولكن للأسف ما وجدته غير ما قرأته، فالبعض ممن انتقدوا الفيلم قاموا بالتركيز فقط على أداء أبطال الفيلم وتناسوا القضية التي طرحت من أجله.

«المتعسرين» قضية لا تحاكي جمهورية مصر العربية فقط، بل أجد أن الكاتب يوسف معاطي قد أصاب عندما اختار هذه التيمة التي تعد مشكلة لكثير من البلدان، والكويت احداها، فمن منا يقدر أن ينكر أننا نعاني من مشكلة المتعسرين، بل نجد أننا نعيش نفس الواقع لأحداث «بوبوس» ولكن مع اختلاف ظروف الحياة الاجتماعية والعادات التقليدية لمجتمعنا، وأساس القضية موجود في الكويت بل إلى الآن قضية المتعسرين تناقش من خلال كل من السلطتين التشريعية والتنفيذية، وإلى الآن لم نجد حلولا لهذه القضية ومن هذا المنطلق ومن خلال المشاهدة لأحداث الفيلم تشعر بأنه يحاكي واقعك برغم أن المجتمع غير مجتمعك من جميع النواحي ولكن القضية والهم واحد وهي القوة العظمى وسلبها لمال الشعب والشعب المطحون الذي لا يقدر على الأخذ بحقه.

لن أطيل عليكم لأن القضية واضحة لكل من يعيش في ذلك الواقع المرير، فنجد كاتبنا يختم قصته بكلمات وعبارات من خلال المشاهد السينمائية التي شاهدناها في نهاية الفيلم، يختم كاتبنا قصته بالإفراج عن كل من أبطال الفيلم المتعسرين لتسوية أوضاعهم المالية عند شخصية تدعى «نظام بيه»، فيجد الأبطال أن «نظام بيه» تغير من حيث الشكل ولكن الحديث كما هو ولم يتغير شيء غير اسم الشخص «فكر جديد»، وهذا إسقاط في حد ذاته يوضح لنا أن قضيتنا ليست لها نهاية، فالأشخاص تتغير والشعارات تتجدد، ولكن السؤال هنا هل المشكلة «انفرجت»؟ لا أعتقد فالإجابة ليست عزيزي القارئ تنحصر في صندوق المتعسرين.

التعليق

x

إقرأ أيضا