لما ومارتن
نرمين الحوطي
في يوم الاحد الماضي ذهبت مع صديقتي «لما» الى السوق لانها تقوم ببعض تغييرات في ديكورات منزلها (الفال لكل من يقرأ مقالتي)، وتريد اخذ رأي في شراء بعض الاغراض التكميلية لما تقوم به من تغييرات في منزلها، المهم وقبل ان نبحر في موضوعنا صديقتي «لما» تتصف بالرقة الزائدة التي تجعلك عندما تحدثها تخشى ان ترفع صوتك ويغمى عليها! المهم تواعدنا في احد المجمعات الفاخرة الذي يوجد به ما تريد شراءه ولانها تعلم بأنني اكره شيئا اسمه السوق قامت بتحديد مكان واحد فقط للتسوق منه «بس شنو اسوي اطلبتني وخفت اقولها لا تصاب بأزمة عصبية»، المراد دخلنا الى احد المحلات واذا بي اجد «لما» اصبحت استاذ في مادة الديكور المنزلي، اتى لنا مسؤول المحل ليرى ما نريد شراءه ودار الحديث بينهم واصبحت انا المستمعة بينهم واذا بـ «لما» كلما قام المسؤول بعرض شيء عليها لا توافق عليه ـ واليكم الحديث الذي دار بينهما:
-
المسؤول: «ممسك بشمعدان لونه رمادي» ما رأيك بهذا؟
-
لما: «بدلع وصوتها الذي لا يسمع» لا لا واي رمادي انت عارف العالم الاميركي سيجمان مارتن حذر من اللون الرمادي في بيت الزوجية لانه يعمل على الفتور والبرود في العلاقة الزوجية، من بعد اذنك ابعدني عن اي لون رمادي، ما في منه اسود.
-
المسؤول: «باستغراب» اسود، للاسف يا هانم ما في الا هذا اللون.
-
لما: اوكي نشوف شي ثاني بس بليز يكون اسود ولا انت مو عارف ان اللون اسود يعطي فخامة في البيت.
-
المسؤول: بس الاسود يعني الحزن يا هانم!
-
لما: «متعصبة» انت قبل ما تقول چذي قريت سيجمان مارتن شنو واصف باللون الاسود؟
-
المسؤول: للاسف ما قريت، «بضيق» اعذريني، اشرايك نروح نشوف قطع السجاد الايراني؟
-
لما: اوكي يكون وايد احسن، (تقوم بمحادثتي ونحن نمشي وراء المسؤول) سوري حبيبتي عارفة اني ازعجتچ بس انت عارفة احب اشتري الشي وفق أسس علمية (نقف امام السجاد).
-
المسؤول: (يعرض عليها قطع السجاد) شنو رأيك؟
-
لما: وايـــــد جــــميل بس ما في ابيض؟
-
المسؤول وانــا في كلمة واحدة وبنبرة استغراب: سجاد ابيض؟!
-
لما: سيجمان مارتن يقول ان اللون الابيض لما يوضع في البيت يعطي له رونق الصفاء والطفولة.
-
اقوم بمقاطعة حديثها: انا مو عارفة منو مارتن بس اعرف جو الكويت ولا انت مو عايشة في الكويت وشايفة الاغبار طال عمرچ وبعدين منو مارتن الى ذبحتينا فيه هذا؟
-
لما: دكتورة وما تعريفين مارتن؟ هذا اول شي اميركي وبعدين هذا عالم في علم الالوان لا بجد ما تعرفينه ولا تغشمرين معاي؟
-
اقوم برد عليها: لا بجد ما عرف استاذ مارتن واعتقد ان مارتن لما سوه دراسته اكيد ما حضر الكويت، اكيد مليون الميه اذا شاف الكويت كان غير نظرياته على الالوان، ممكن نرد بيوتنا ونكتفي بهذا القدر من علم الالوان.
إقرأ أيضا