نرمين الحوطي
نادرا ما تأتيني اللحظات التي يصــــفو فيها ذهني للكتابة المسرحية، ففي يوم مــــن أيام الأسبوع لم يكن عنـــــدي أعمال تشغلني عن قلمي وعن هوايتي المفضـــــلة وهي الكتابة للمسرح، وللأسف هذه المســـــرحيات لا يــــقرؤها الا أنا، وفي هذه اللحظات التي أسرقها من أيامي المزدحمة بمشاغلي العملية والعلمية خطرت على بالي فكرة مسرحية محورها محادثة قلم صحافي مع صاحبه الكاتب، من الممكن أن الفكرة خطرت لذهني مما أقرأه لبعض الصحافيين الذين يستغلون أقلامهم لمصالح شخصية وسياسية وهذا مرفوض في مهنة الصحافة، المهم.. تدور المسرحية بين القلم والصحافي أثناء رغبة صاحبه في كتابة مقالته اليومية، وإليكم بعض الحوارات التي تخيلتها:
الكاتب (جالسا على مكتبه ممسكا بالقلم ويتحدث معه): كيف حالك يا صديقي؟
القلم (يتخيل الكاتب أنه يجيبه): أنا لست صديقك.
الكاتب (مستغربا): لماذا؟
القلم: لأنك تكرهني وتستغلني لمصالحك الشخصية مع أنك عاهدتني أنك ستكتب الحق وتنصف المظلوم وتظهر الحقيقة وترفض الفساد، واليوم تنقض عهدك معي إذن لن أكتب ما تريد.
الكاتب (ضاحكا): من أنت الذي تفرض علي ما أكتب وما لا أكتبه؟! أنا الذي أفرض عليك كلماتي لكتابتها فأنت مجرد أداة مسخرة لي في الوقت الذي أريده، وسأؤكد لك حديثي.
القلم (يضحك بسخرية): مسكين ومغرور، دعنا نرى كيف ستكتب أيها المغرور.
وعندما يحاول الصحافي الكتابة بالقلم لا يقدر على الكتابة، بل يقوم بترديد ما كتبه فيجد كلماته غير مفهومة!
الكاتب (محادثا القلم): أيها القلم اللعين سأبدلك بقلم آخر عقابا لك.
ويقوم الصحافي بجلب أقلام كثيرة ويحاول الكتابة، ويأخذ قلما آخر ليجربه وكلما كتب بقلم وأعاد قراءة ما كتبه يجد أن ما كتبه كلمات غير مفهومة، فيقوم من مكتبه يبحث عن قلمه القديم إلى أن يجده ومن ثم يمسكه متحدثا له (وهو يبكي جالسا على الأرض): لماذا يا صديقي تفعل بي ذلك؟
القلم: أنت من نقضت العهد وأنت من ظلمت الناس بكلماتك وأنت من ضللت الحقيقة بمقالاتك وهذا جزاء من ينقض العهد.
الصحافي: أريد الوصول إلى القمة أريد أن يتحدث عني الجميع.
القلم: يتحدث عنك بالنفاق والكذب، هذه ليست مهنة الصحافة الحرة النزيهة ولا القلم الشريف، تذكر الله فيما تكتبه وتذكر الله فيما ذكر به القلم، يقول الله عز وجل في كتابه الشريف: (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلي خلق عظيم. - القلم 1: 4)