د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الفيل والذمة المالية

د. نرمين الحوطي

كثيرون هم من نادوا بحتمية تطبيق الذمة المالية على كل من يعتلي منصبا إداريا أو قياديا، وكثيرون هم من نادوا بذلك إبان الانتخابات لمجلس الأمة بل كان شعارهم الأساسي في حملتهم الانتخابية تحت مسمى الشفافية والذمة المالية، ولكن بعد ذلك ماذا حدث؟ محلك سر!

لا أعلم لماذا البعض يهتفون ويصرّحون ويريدون منا أن نؤمن بهم، بل يجعلون من أنفسهم مثالا للكمال، وعندما يصلون لغايتهم نفاجأ بأنهم يتناسون كل ما قالوه من كلمات وتصريحات من قبل، وإذا سألناهم عن ذلك يردون: «أنتم لا تعلمون ماذا يحدث في الداخل». هذا ما جعلني أتذكر في تلك المواقف وتلك الأقاويل الكاذبة قصة وصلتني عبر الرسائل الالكترونية وتحمل عنوان «الفيل والحبل القصير»، فماذا تروي القصة:

ذهبت مدرّسة مع أطفال المرحلة الابتدائية في رحلة مدرسية إلى حديقة الحيوان، وأثناء جولتهم لمشاهدة الحيوانات وشرح المدرسة للأطفال اسم كل حيوان وما فائدته وكثيرا من التفاصيل المنهجية لهم، اقتربت المجموعة من المكان الذي يعيش فيه الفيل وأثناء شرح المدرّسة للأطفال قامت طالبة بسؤالها: لماذا الفيل يا أبلة يربطونه بحبل قصير؟ أليست هناك سلاسل ضخمة أو أقفاص كان من الأفضل ربط الفيل بها، كي لا يتحرر من قيوده الضعيفة هذه؟ وهنا انتبهت المدرسة لأهمية سؤال الطالبة وعلى الفور ذهبت ووجهت إلى حارس الفيل سؤال الطفلة فأجابها الحارس: حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم معها نفس حجم القيد الحالي لنربطها به، وكانت هذه القيود في ذلك العمر كافية لتقييدها فكبرت هذه الحيوانات معتقدة أنها لاتزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها بل تظن أن الحبل لايزال يقيدها ولذلك لا تحاول أبدا أن تتحرر منه.

وهنا تنتهي قصة الفيل وقيوده ولكن ما يفرق بين الإنسان والحيوان هو العقل ونعمة التفكير، فلماذا نمضي في حياتنا معلقين بقناعة أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئا؟ هذا ما يسمى العجز، لابد لنا أن نحاول ونقدم على تغيير حياتنا بشكل إيجابي حتى لو رفضت أفكارنا في بادئ الأمر، نحاول أكثر من مرة، ففي المرة الأولى من الممكن ألا يسمعنا أحد ولكن مرة بعد أخرى ستجد من يسمعك أو يقف معك، وأذكّر من وصلوا بأصوات من وثقوا بهم، أن هذه الأصوات كافية تماما لأن يجعلوا الحلم حقيقة، ويجعلوا قانون الذمة المالية لا يقتصر فقط على المسؤولين بل يصبح قانونا على كل أفراد الدولة، وهذا ما يسمى بالتغيير والتصميم، فمن الكلمة تقدر أن تصنع قوة، وبالصدق تقدر أن تهزم جيوشا.

التعليق

x

إقرأ أيضا