نرمين الحوطي
ودعنا بالأمس مهرجان المسرح الخليجي في دورته العاشرة والذي كان منعقدا في الكويت، انتهي المهرجان وندواته وورشه التطبيقية، غادرنا ضيوفنا ونحن مشتاقون لهم، ولكنهم تركوا لنا أياما جميلة نتذكرها عند الاشتياق لهم، كما أنهم تركوا لنا أسئلة كثيرة لابد من الإجابة عنها ليس منا فقط بل منهم أيضا، الكل يذهب ويتذكر ليسأل نفسه عن إشكالية هذا المهرجان، المشكلة لا تدور حول من الفائز؟ ولكن تكمن في حصيلتنا من هذا المهرجان؟
المسرح هو الكلمة الحرة التي لا تقدر الرقابة على كبتها، كما أنه مرآة عاكسة لأي مجتمع متحضر، ولكن ماذا لو كانت قضيتنا هي الشعب ومحاربة السلطة والدين له؟ هذا ما لمسته من المسرحيات التي شاهدتها على مدار ستة أيام خلال المهرجان، وهذه كانت ضمن حصيلتنا من المهرجان، الكل كان يلعب على هذه التيمة «السلطة.. الدين.. الشعب»، شعرت كما لو أن جميع العروض المسرحية دخلت هذا المهرجان لتنعى حال شعوبها، بل لتسلط الضوء المباشر وتبعث رسالة مباشرة للجمهور وهي الكبت والتخلف اللذان أصابا الشعوب، وتوضح لنا المسرحيات من هي القوة التي تقف كجدار من حديد لكيلا تتقدم وهي كما قلنا من قبل السلطة والدين.
6 عروض قدمت من خلال استحضار الماضي لتحاكي الواقع، جميع العروض كانت نقطة بدايتها الماضي اما عن طريق التراث الشعبي أو عن طريق الحضارات القديمة، فالمسرح يبحث دائما عن نقطة الصدق التي تكون بداية يستطيع من خلالها توصيل قضيته للجمهور، وهذا ما وجدناه في العروض المسرحية التي قدمت خلال مهرجان المسرح الخليجي لدورته العاشرة، إن العروض ما كانت إلا حالة عزاء ترثي حال الشعوب الخليجية وما تلقاه من كبت للحريات سواء من السلطة أو الدين.
بعيدا عن التحليلات النقدية للعروض المسرحية سواء أكانت على صعيد التمثيل أو الديكور أو غيرهما من عناصر العرض المسرحي لأنها ليست قضيتنا الأساسية، قضيتنا هي الظلم الواقع على الفرد أي المجتمع، وهنا يكمن السؤال: هل من يستخدم الدين هو السبب؟ أم أن المسؤولين الذين بيدهم السلطة هم السبب؟ سؤال لابد أن يطرح إذا كانت قضيتنا واحدة ليس على الصعيد الكويتي فقط، بل الخليجي أيضا، وهذا ما رأيناه في العروض المقدمة خلال المهرجان، الكل كان يتشدق بالظلم الواقع عليه من خلال عروض مسرحية طرحت هذا الظلم بطريقة مسرحية منظمة لا تخدش مشاعر المشاهد ولم تتعرض للإساءة للدين ولا السلطة، ولكن العروض قدمت من خلال نقاط تشبه أجراس الخطر التي تقرع في سماء أوطاننا في الخليج.