د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لقافة حريم

 نرمين الحوطي

عذرا إلى الجنس اللطيف الذي أنتمي اليه، ولكن الحقيقة جعلتني أتلفظ بهذه الكلمات على بعض النساء اللاتي بالفعل يمتلكن القدرة العالية من حب الاستطلاع والتدخل فيما لا يعنيهن وباللهجة الكويتية يطلق على هذه الفئة من الناس كلمة «لقافة أو ملقوف»، وللأسف الشديد اننا نمتلك في مجتمعنا الكثير منهم خاصة العنصر النسائي.

أصل الحكاية يا سادة يا كرام انني في يوم ما وأنا ذاهبة لحضور احتفال لإحدى السفارات بعيد بلادها الوطني فوجئت عند مدخل الفندق بإحدى النساء تقترب مني بسرعة البرق وتقول لي: أنت وين رايحة؟ فأجبت بابتسامة جميلة مع استغراب مزعج: طالعة الحفل مالت السفارة.

فأجابتني: لا الحفلة أخلصت يا الله روحي بيتكم.

وهنا قمت بتدقيق النظر في وجه هذه المرأة لكي أعرف من هي لأنني بالفعل لا أعرفها فاعتقدت أنها مندوبة عن السفارة ولكن اللهجة كويتية، إذن هي ليست مندوبة أو موظفة في السفارة، فوقفت مذهولة أمامها وهي تستمر في الحديث معي لمنعي من الحضور ولا أعلم لماذا؟ وإذ بها تلومني أيضا بقولها لي «أنت ليش تأخرتي؟».

المضحك أنني كنت أجاوبها كما لو أني تلميذة أمامها أو موظف أمام مرؤوسه، وبالفعل أجبتها أنا لم أتأخر لأن الدعوة من الساعة السابعة إلى التاسعة وانني قدمت إلى الحفل في الثامنة مساء وأنتم تعلمون قرائي الأعزاء أن هذه الاحتفالات تكون لمجرد التبريكات لأعضاء الهيئة الديبلوماسية، أي ان الموضوع كله ربع ساعة وإذا زادت نقول نص ساعة بالكثير يعني أنا ما تأخرت، ولكنني وأنا أحدث هذه «الملقوفة» دققت في وجهها فأدركت أنها من النساء اللاتي تظهر صورهن في التجمعات النسائية المخملية، المراد قلت لها: هل الناس مشوا؟ قالت: إيه كلهم مشوا ما في إلا السفير.
 
فرددت عليها قائلة: «وايد زين أقولچ خليني أطلع أسلم عليه وأسوي الواجب». وإذ بي أقوم بتركها لكيلا أسمع كلمة أخرى لا تعجبني لأن ما جعلني أصبر عليها هو احترامي لعمرها برغم كل عمليات التجميل التي في وجهها مع اللون الأشقر الذي على رأسها كما لو أنها «الشحرورة».

المهم، دخلت الحفل وأنا أظن انني لن أجد إلا السفير على كلام «الملقوفة» وإذ بي أجد الحفل قائما والناس موجودون والبهجة في كل أرجاء الحفل، وهنا في زحام الاحتفال وجمال منظره جلست أفكر إلى متى يا حواء تضربي بحواء أخري وتغاري من ابنة جنسك؟

وهنا عرفت لماذا نحن لا نمتلك الثقة من بنات جنسنا، وأدركت لماذا المرأة الكويتية لم تنجح إلى الآن في انتخابات مجلس الأمة، قد تكون قصتي عادية ولكنها تحدث كل يوم بين الجنس الأنثوي مع تغير الظروف والملابسات، وهنا تذكرت كلام الله عز وجل في القرآن الكريم:

(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ـ يوسف: 31)

التعليق

x

إقرأ أيضا