د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لا ينقصنا إلا الحب

 نرمين الحوطي

قد يستغرب البعض علي عنوان مقالتي ولكن بالفعل هذا الذي ينقصنا في هذه الآونة هو الحب، إن الحب يصنع المعجزات وبدونه تغيب الشمس عن حياة الإنسان، فلماذا أصبحنا لا نحب؟ أن الحب لا يقتصر فقط ما بين الرجل والمرأة، بل الحب يكون بين الأم وأولادها أو بين الأخت وإخوانها أو بين الموظف وزملائه ورؤسائه في العمل، أو بين المدرس وتلاميذه وإلى آخره، إن الكره والحسد والحقد للأسف أصبحت تكمن في قلوب البعض مما أدى انعكاس هذا في حياتنا اليومية، وأتلمس ذلك من خلال بعض المشكلات التي تبعث لي عن طريق الرسائل الالكترونية للأخذ بالرأي، ولكن عند قراءتي لهذه المشاكل أجد أن الرابط واحد وهو فقدان معنى الحب وقبل هذا وذاك فإنني استأذنت من أصحاب هذه المشاكل لتناولها ونشرها لأنني أحب وأحترم قُرائي.

سيدة تقوم على تربية أولادها وتفني عمرها كله لهم بعد طلاقها من زوجها، مشكلة هذه السيدة هي الضرب والشجار الدائم مع أولادها إلى أن أصبحت العملية إذلالا مستمرا من السيدة لأولادها، حيث تذكّرهم دائما بأنها أفنت حياتها من أجلهم، وهنا أقول لها عذرا يا سيدتي هذا ليس حبا ولا تضحية بل هو إذلال لهم بل والذي تقومين به ما هو إلا عملية تنفيس عما يكمن بداخلك اتجاه والدهم للانتقام منه في شخص أبنائك، الحب أن تشعريهم بحبك دون التذكير بتضحياتك، فيشعرون ويتلمسون هذا الشيء دون الضرب والإهانة، يا سيدتي عندما تزرعين فيهم الخوف والحقد فإنك تربي جيلا سينشأ على الحقد ولا يعرف معنى الحب ليغرسه في جيل المستقبل.

أما المشكلة الثانية فجاءتني من موظفة تشكو لي من رئيسها وكيفية قهره لها، فهي فتاة في مقتبل العمر وتقوم على عملها بأكمل وجه مهما كانت كمية هذا العمل حيث إنها – كما تقول - تعشق عملها وتحب زملاءها ولكن رئيسها كلما تنتهي من العمل المطلوب منها يحقر من أدائها أمام زملائها.

وهنا أقول لذلك الرئيس لماذا كل هذا الحقد تذكر أيام الشباب عندما كنت مثلها في بداية مشوارك الوظيفي وكيف كان يتعامل معك رئيسك، أعتقد أنه كان يتعامل معك بنفس طريقتك الآن وأنت اليوم تقوم بالفعل نفسه، وهنا السؤال لماذا تزرعون الشوك؟ فما نتاجه إلا الحقد والكراهية والحسد، والتأخر في الإنجاز وتعطيل عجلة التقدم للعمل، سيدي الرئيس إذا أحببت بلادك فستحب عملك وإذا أحببت عملك ستحترم وتحب موظفيك، وهنا قد تكون أتممت ما هو واجب عليك تجاه بلادك من خلال حبك واحترامك لعملك وموظفيك.

هذه كانت بعض النماذج التي قرأتها وعرضتها عليكم والتي من خلالها شعرت بأن ما ينقصنا بالفعل هو الحب، نحن نسمع كل يوم ونقرأ كل ساعة ونشاهد على مدار الساعة من أحداث قتل واغتصاب وعنف وحوادث هنا وهناك، فالصغير أصبح لا يحترم الكبير، والكبير أصبح لا يعطف على الصغير، والأضعف أصبح يقوم بفعل أي شيء ولو كانت السرقة ليصبح الأقوى، ولكن السؤال هنا من منا بحث عن الحب؟

التعليق

x

إقرأ أيضا