اللهم ارحم شهداءنا
- 26 فبراير , 2009
-
Al-Anbaa
نرمين الحوطي
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ـ آل عمران: 169 ـ 171).
عيد التحرير هو بالفعل عرس لشهداء الكويت، فهو ذكرى عطرة تتجدد كل عام، ففي كل بيت كويتي استشهد أو أسر أحد أفراد أسرته من أجل الكويت، السادس والعشرون من فبراير عيد التحرير الثامن عشر للكويت وهو وسام شرف وضع على صدر كل كويتي، بل هو ذكرى لنا نحن الكويتيين لنتذكر كيف كنا نعيش في فترة الاحتلال الغاشم إلى أن أتم الله علينا التحرير من ذلك الاحتلال الغاشم، وأصبح هذا اليوم وثيقة تاريخية ليس للكويت فقط بل لكل الدول الإسلامية والعربية والأجنبية التي وقفت بجانبنا لاسترجاع وطننا وحكومتنا الرشيدة تحت قيادة آل الصباح.
السادس والعشرون من فبراير ذكرى لكل أم وزوجة وأب وابن فقدوا عزيزا عليهم أثناء الاحتلال الغاشم، واليوم أقول لأسرهم من خلال هذه الكلمات «إن شهداءكم هم شهداء الكويت، بالأمس فارقونا بأجسادهم ولكن أرواحهم باقية على مدار الزمن ترفرف كل صباح في سماء الكويت، اليوم أكتب بأسماء شهدائنا التي حُفرت أسماؤهم في تاريخ الكويت، اليوم أقول لهم إنهم نبراس الكويت، وأجدد شكري لهم بتضحيتهم الكريمة من أجل أرض الكويت الغالية وبقائها حرة أبية، اليوم أجدد تعازيّ لذويهم وأقول لهم ان الله عز وجل اصطفى الشهداء عن سائر بني البشر، وأصبرهم بما وعد الله عز وجل للشهداء من جزاء ونيلهم أعلى درجات الجنة ومجاورة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فاللهم ارحم شهداءنا الأبرار وأنزل الصبر والسلوان على أسرهم.
اليوم أذكر أهل الكويت بشهدائنا الأبرار ماذا فعلوا من أجلنا؟ ولكن السؤال هنا: ماذا فعلنا نحن لهم؟ أناس ضحوا من أجل وحدة الكويت وإعلاء اسمها ونحن نقوم اليوم بهدم كل ما بنوه من أجل الكويت، أناس حاربوا ولم يفرقوا بين المذاهب، ونحن اليوم لم نقتصر على المذاهب بل أصبحنا طوائف وللأسف الشديد الكل يضرب في الآخر من أجل المصلحة الشخصية وتناسوا مصلحة الوطن، رفقا برفات شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حريتنا.
يا شعب الكويت تذكروا كيف كنا أثناء الاحتلال الغاشم قوة لا يستطيع أن يقهرها بشر، ارجعوا إلى هذه الوحدة من أجل من ضحوا ومازالوا يضحون من أجل بقاء اسم الكويت عاليا، ابتعدوا عن الفتنة ووحدوا صفوفكم فعيد التحرير عيد لم يأت من فراغ بل أتى من جهد وتضحية بأولادنا وبناتنا، فاجعلوا دماءهم لا تذهب هباء واجعلوا أرواحهم تشعر بالحرية محلقة دائما في سماء وطننا.
إقرأ أيضا