كاد المعلم أن يكون رسولاً
نرمين الحوطي
غريب ما أقرأه هذه الأيام من تصريحات تربوية وتعليمية، بالأمس القريب تعهد المسؤولون في «التربية»بتقديم وجبات غذائية في مدارسنا لطلابنا، واليوم يقولون الميزانية لا تكفي وهذا ليس بجديد عليهم، وللتذكير بمواقفكم التي تؤجل دائما والسبب الميزانية، في بداية العام الدراسي 2008/2009 قلتم إن جميع الكتب جاهزة لجميع المراحل التعليمية، وفوجئنا ببداية العام الدراسي بأن النواقص لا تعد ولا تحصى وطبعا السبب معروف «الميزانية»، بس أهل مصر يقولون: «المال السايب يعلم..».
بالأمس تنادون بالحزم والقوة في مدارسنا، واليوم نشاهد عبر بعض المواقع الإلكترونية ما يحدث من مهازل فيها والذي بالفعل يثبت مدى الحزم والشدة التي تريدون بها أن ترتقوا بالتعليم والتربية في الكويت، وخير مثال علي هذا مدرسة عيسى الحمد وما يحدث فيها خلال طابور الصباح الذي انقلب إلى «سمرات» ليلية، وهذا الحدث لم يكن في الكتمان بل كان في وضح النهار وبوجود كل من المدرسين والوكلاء والناظر كما شاهدناه من خلال الموقع بل وتمتعنا بالوصلة الغنائية المقدمة، أنا هنا لا أعارض الهوايات الفنية ولكن ليس بهذا المستوى المشين كما لو أننا نجلس في ديوانية وليس في محراب العلم، ولكن ما يحدث يذكرني بمواد الدستور الكويتي والتي، والحمد لله، أصبحت ضليعة فيها ويرجع الفضل لما نعيشه من أهوال وزارية وأهما «التربية»، فماذا يقول الدستور؟ تنص المادة 10 علي الآتي:
ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه من الإهمال الأدبي والجسماني والروحي.
ما أجمل كلماتك يا دستور وقوانين بلادي! ولكن رحمة على من يقوم باتباع حروفك وتنفيذ قوانينك، النشء والحمد لله أصبح في خبر كان، نشاهد شبابنا يخوضون في الضياع ولا نقدر علي حمايتهم مع أن الدولة تقوم بضخ كل ما لديها للارتقاء بهم ولكن المسؤولين مشغولون بلجانهم وخططهم ومهماتهم التي لا نعلم ما هي؟ ولماذا؟ أيها التربويون، وعودكم هي طيور من ورق، وتصريحاتكم ما هي إلا فقاعات هوائية ووقتية بل هي مخدر لنا للصمت والتغرير بنا، رفقا يا من تنادون بالعلم وتذكروا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وأخيرا وليس آخرا لماذا لا تريدون النشر والتصريحات؟ مم تخافون؟ ألستم أول من نادى بالشفافية؟ هل الآن أدركتم أن الشفافية توجه خطرا عليكم وعلي كراسيكم؟ يا من تشبهتم بأعظم الخلق كفوا عن وعودكم فأنتم تعلمون أنكم لن تقوموا بتنفيذها، بالأمس تريدون بناء أدوار ثلاثية في المدارس وأنتم تعلمون أن بنيان المدارس من البنيان القديم أي لا يتحمل ما تريدون تنفيذه، عجبا لكم كيف تريدون إقامته؟ كما أنكم وعدتم بدخول الرعاية الصحية لطلابنا في المدارس، ولكن إلى الآن لم تنفذوا وعدكم وعهدكم، تكتفون فقط دائما باللجان والتصريحات التي ما هي إلا مخدر يصد عنكم السؤال من أهل السؤال عما وصلت إليه حال «التربية» والتعليم عندنا من رداءة، العهد والوعد يا أهل العلم أذكركم به بقول الله عز وجل في كتابه العزيز :-
(وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا ـ الإسراء: 34)
إقرأ أيضا