د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

السعادة الزوجية

 نرمين الحوطي

كثيرا ما نسمع ونقرأ ونشاهد في بــــرامج أو مسلــــسلات أو مقالات تتـــــحدث عن المشاكل الزوجـــــية أو مشاكل الطلاق أو العجز الجنسي، وللأسف الشديد لم أجد أي وسيلة إعلامية تتحدث عن السعادة الزوجية، كما لو ان السعادة اصبحت أملا مفقودا لتلك العلاقة، والسؤال هنا لماذا كل هذا التشاؤم؟ ألا يوجد بيت من البيوت تغمره السعادة والتوفيق؟ هل أصبحت الدنيا مسرحا أســـود يلوح فيه وشاح الحزن والطلاق والمشاكل؟ اعتقد الاجابة «لا»، وعلى قول المثل «اذا خليت خربت»، لابد من وجود من ينعم بالسعادة الزوجية أو يصطنع التنعم بها.

اذن لماذا يتوجه الإعلام فقط نحو المشاكل الزوجية والأسرية أو يتطرق نحو العجز الجنسي الذي يؤدي الى الطلاق كما لو ان العلاقة الزوجية تقتصر فقط على العلاقة الجنسية؟! ان الزواج علاقة «تراحم ومحبة» وهذا ما شرعه الله عز وجل في كتابه العزيز وأتى في سنة رسولنا الكريم في تلك العلاقة، وان أساس الزواج لابد ان يكون كما قلنا «الرحمة والمحبة»، اذن لابد على وسائل الإعلام ان تقوم بتسليط الضوء ايضا على السعادة الزوجية وكيفية الوصول اليها، وهذا ليس بمعضلة، ان قصص أمهاتنا وتاريخنا يشمل قصصا جميلة عن السعادة الزوجية، وكيف كانت المرأة تقف بجانب زوجها وأيضا كيف كان الرجل يحب أهل بيته وينثر الرحمة في أجواء أسرته، ان هذه القصص تساعد شبابنا اليوم في التفكير ولو بعض الشيء في كيفية الوصول الى هذه السعادة وأخذ بعض الوقت من الهدوء النسبي الذي يتمناه أي إنسان على وجه الأرض في تلك الفترة التي نعيشها، فمن منا لا يحب ان يعيش في السعادة والاطمئنان النفسي؟

وعلى صعيد القصص التي كانت ترويها لي والدتي رحمها الله عن السعادة الزوجية وكيف ان المرأة لابد عليها ان تصبر وتتحمل على زوجها لينعما معا بقسط ولو قليل من السعادة والحب، أتذكر قصة كانت تحكيها عن امرأة عاشت مع زوجها ستين عاما في سعادة تامة من خلال قضاء الوقت في الكلام عن الحب وكيفية بناء مستقبلهما أيام شبابهما، وكيف كانا يقومان بخدمة بعضهما بعضا والتعاون الذي يسود هذا المنزل، والصراحة التي كانت بينهما، ولا أحد منهما يخفي شيئا عن الآخر مع احترام خصوصية كل منهما للآخر، حيث نجد ان المرأة كانت تحتفظ بصندوق فوق أحد رفوف المنزل وطلبت من زوجها عدم فتحه أو السؤال عن محتواه، فنجد ان الزوج احترم رغبتها ولم يسألها على مدار الستين عاما ماذا تخفي في الصندوق؟

وبعد مرور ستين عاما من الزواج كانت الزوجة على فراش الموت وطلبت من زوجها احضار الصندوق وفتحه، ففعل الزوج ما أمرت به الزوجة وعندما أحضرا صندوق وفتحه وهو بجانبها وجد بداخله دميتين من القماش مع مبلغ وقدره 25 ألف دينار، فنظرت اليه زوجته وهي ترى علامات الاستفهام على وجهه، وقالت: اليوم أستطيع ان اخبرك بقصة الصندوق عندما تزوجت منك في يوم عرسي ابلغتني جدتي ان سر الزواج الناجح يكمن في تفادي الجدل والخلافات، ونصحتني بأنه كلما غضبت منك اكتم غضبي بصناعة دمية من القماش، فسُر الزوج عندما علم انه لم يغضبها الا مرتين فقط في حياتهما الزوجية فسألها عن قصة النقود فأجابته انه المبلغ الذي جمعته من بيع الدمى التي صنعتها، «الله يرحم أيام زمان».

التعليق

x

إقرأ أيضا