تعددت الأسباب والألم واحد
- 16 اكتوبر , 2008
-
Al-Anbaa
نرمين الحوطي
منذ أيام قرعت أجراس المسرح لتعلن عن بداية دورتها العشرين للمسرح التجريبي في جمهورية مصر العربية، وأهديت هذه الدورة في هذا العام لمعلمنا وأستاذنا المرحوم الفنان «سعد أردش» رحمه الله، فما كان هذا الإهداء إلا بطاقة عرفان من كل الإعلاميين والمثقفين لهذا الصرح الجميل الذي ترك بصماته في مسارح الوطن العربي ككل.
10 أيام نعيشها إلى يومنا هذا في أجواء مشحونة بعروض مسرحية واتجاهات مختلفة تدل على طبيعة كل دولة وما تحمله من صراعات سياسية واجتماعية واقتصادية، 10 أيام ونحن نشاهد عروضا أتت من كل بقاع العالم لتقدم الأفضل، ومنها ندرك إلى أين وصل العالم؟ وإلى أين وصلنا نحن؟ عندما تشاهد هذه العروض تجد خيطا رفيعا جدا يربط بينها وهو «الألم الإنساني»، جميل جدا أنك تشعر بوجود من يؤازرك ويشاركك همومك، بل الأجمل أن ترى آلامك في عيون الآخرين وهذا يؤكد أن العالم ككل في الهم سواسية.
العالم أجمع ينادي بالحرية والحريات ويرفض القمع والكبت، الكل ينادي بالقوة الخارقة لعلها تساعده على خروجه من آلامه، وهذا ما لمسناه من بداية المهرجان من خلال عرض الافتتاح الذي كان تحت عنوان «أنتيجون وكريون» ومدى تحملهما مشاق الألم ، وهنا كانت بداية مهرجان الآلام من خلال عروض الدول الزائرة له، فكل دولة قامت بعرض آلام الإنسانية وفق الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتواجدة عندها، كما لو أن المهرجان هذا العام يحمل لجمهوره رسالة إعلامية ألا وهي «لا لألم الإنسان».
فالألم لا يقتصر فقط على آلام الجسد بل أصعبه هو الألم النفسي، لأنك لا تقدر أن تراه أو تسمع آهاته، وهنا نجد بعض العروض بل أكثرها أخذ مخرجوها من الوشاح الأحمر رمزا يرمز للألم الداخلي أو بمعنى أصح الألم النفسي الذي يصاب به كل إنسان ولا يقدر أن يفصح عنه كما لو أنه جرح ينزف دما لا يقدر على علاجه، وهنا أراد المخرجون باستخدام هذا الوشاح أن يقولوا هذا جرحنا نقدمه لكم لكي تحكموا على حالنا .
قد يصعب علينا أن نصل إلى مفهوم ومعنى التجريب، ولكن الجميل أن نجد أن المحور الأساسي للمهرجان واحد وهو الألم الإنساني باختلاف الظروف والأماكن، وهنا لا نقدر الا نقول قولا واحدا: تعددت الأسباب.. والألم واحد.
إقرأ أيضا