د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

وفي الختام.. السلام

نرمين الحوطي

تقبل الله طاعتكم، وعساكم من عواده، شهر كامل عشناه والحمد لله في اجواء روحانية رغم الصراعات السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، كنا نأمل في أن شهر رمضان المبارك يمر علينا دون مشاحنات ودون ارتفاع في الڤولت السياسي والاقتصادي، بل كنا نأمل ان يكون شهرا للتفكير واعادة الحسابات والاسئلة، ولكن ما حدث عكس ذلك.

نقرأ ونسمع على مدار الشهر الكريم من التحرش الجنسي الذي مر مرور الكرام ومقولة انه امر عادي يحدث في بيوتنا لماذا الغضب!، ارتفاع في السلع الغذائية حتى «البقدونس» اصبح سعره يقترب من الدينار «مو زدناكم خمسين دينارا»، المصفاة الرابعة وملفها الذي دار على جميع الدوائر الحكومية ولم يحل الى الآن، ارتفاع في اجور المدارس الخاصة.. الخ، ولكن السؤال هنا: من اين اتت هذه المشاحنات التي ترفع ضغط الدم المؤدي الى الموت في بعض الاحيان كما حدث في البورصة؟ وهنا استطيع ان اقول من الممكن ان يعود السبب ولو بعض الشيء لما شاهدناه من مسلسلات عرضت خلال هذا الشهر الكريم، حيث انها تميزت بالبكاء والعنف والضرب والاغتصاب، كما لو ان المجتمع الكويتي ينقصه من الغم والنكد لكي نأتي له بمسلسلات تثقله من الغم غما.

ولكن يدور في ذهني سؤال يجعلني افكر في هذا الصراع التراجيدي.. عفوا على استخدام لبعض المصطلحات الدرامية التي تحتم علي كتابتها لما نواجه بالفعل من مأساة عشناه على مدار شهر كامل بلا انقطاع، والسؤال يكمن في «عملية التطهير» التي اتى بها ارسطو.. وهي باختصار شديد تقول:

«ان المحاكاة للفعل المأساوي تثير عاطفتي الخوف والشفقة فتؤدي الى التطهير من هذه الانفعالات».

ولكن عفوا يا أرسطو فان كتابا والمجتمع الكويتي قاموا بتغيير لما ذكرته من قاعدة التطهير، حيث اصبحت عملية التطهير في المجتمع الكويتي مغايرة لما يجب ان تكون عليه، فالمحاكاة للفعل المأساوي اصبحت تثير عواطف الشر مثل الانتقام والحقد.. الخ، فتؤدي الى تصاعدها اكثر عند المشاهد، مما يجعله يقوم بتنفيذ فعلي وفوري لما يشاهده من مأساة.

وهذا ما شاهدناه وقرأناه خلال هذا الشهر من احداث سياسية واقتصادية واجتماعية في الدولة، حيث اننا كنا نأمل في أن يسود بعض الهدوء النسبي من المشاحنات على جميع الاصعدة ولكنه للأسف لم يحدث، اي اننا كنا نشاهد من المسلسلات المعروضة التي جعلت درجة الحقد والانتقام ترتفع عندنا والتي ادت بنا الى هذا العراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في هذا الشهر الكريم.

وهنا نستـــطيع ان نــقول ان المــواد الدرامية المقدمة للمشاهد كانت عاملا مساعدا لما نعيش فيه من معاناة مثيرة لعواطف الشرور التي جاء شهر رمضان ليغسلها من قلوب المسلمين وليس الاستزادة منها، وفي الختام.. سلام.

التعليق

x

إقرأ أيضا