د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لماذا شهر رمضان؟

نرمين الحوطي

إذا ما سكن الليل، وتحدث الظلام مع النجوم، وخلدت العقول الى النوم واستيقظت الضمائر في الاحلام، هنا اخلو بنفسي لأتحسس ابعاد وجودي الانساني، اعيش تلك الدقائق الجميلة مع الزمن، مع التاريخ، مع الواقع حتى اصل الى اللحظة التي أستجمع فيها اشلاء نفسي ونادرا ما اصل لتلك اللحظة، وإذ بقلمي اليوم في هذه اللحظة ينفعل ويسأل: ما الحكمة من شهر رمضان؟ هل لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم هدى للناس، هل لان إحدى لياليه العشر الاخيرة «ليلة القدر» التي اصطفاها الحق تبارك وتعالى، وجعلها خيرا من ألف شهر؟ إن هذا التساؤل يدفعنا إلى أن نتذكر الأركان الخمسة لديننا الحنيف.

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، الصلاة، الصوم، الزكاة، والحج لمن استطاع اليه سبيلا، وهنا نرجع إلى سؤالنا: لم فرض الله سبحانه وتعالى الصيام في شهر رمضان المبارك على كل من ادرك سن التمييز من عباده؟ عذرا قارئي العزيز أنا لا أدعي العلم، ولست من المتفقهات في الدين، وإنما أنا عبدة مؤمنة من عباده المخلصين، أحاول جاهدة ان أجد الإجابة عن تساؤلي بقدر ما أعطاني سبحانه من العلم والمعرفة، وما أوتينا جميعا من العلم إلا قليلا، أحاول أن أجد الإجابة بلغة العصر ومسايرة الشريعة السمحة الصالحة لكل زمان ومكان.

إننا لو تأملنا الحكمة من الصيام الذي فرضه الله سبحانه علينا في شهر رمضان المبارك بلغة العصر، وما وصل إليه العلم الحديث في شتى دروبه، لوجدنا على سبيل المثال وليس الحصر – بلغة الطب – إن الصيام فيه تنظيم غذائي للإنسان طوال شهر رمضان يحمي الجسم واجهزة الهضم من عدم انتظام مواعيد تناول الطعام بقية العام، وفي ذلك علاج للمعدة التي هي بيت الداء، فالصوم إذن من وجهة النظر الطبية وقاية، والوقاية خير من العلاج.

أما إذا اخذنا الصوم، بلغة علم النفس – فهو معادل موضوعي، ففيه يحس الإنسان القادر بإحساس المحروم فيعطف الغني على الفقير، ويقيه شر الحاجة، اما – بلغة المنطق – فإن من يصم يداوم على اداء الصلاة، والصلاة هي من ركائز الإسلام الخمس ويقول العزيز الحكيم في كتابه العزيز عن الصلاة: «ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر»، وبهذا يكون الصوم حماية للنفس عن الخطأ والقيام بالفاحشة، أما – بلغة الفلسفة – فالصوم يقوم بنقاء النفس والروحانيات والاقتراب من الله سبحانه وتعالى، واخيرا وليس آخر فوائد الصيام – بلغة الاجتماع – اذا صلح امر الفرد صلح حال المجتمع لان الفرد نواة الاسرة، والاسرة اساس المجتمع.

من هنا نجد ان من يؤدي فريضة الصوم في رمضان يكون قد أوفى اربعا من اركان الاسلام: الصلاة والزكاة وشهادة ان لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله، وروحانية الصوم تجعل الصائم مقبلا على الحج متى استطاع ذلك (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ( صدق الله العظيم ).. ومبارك عليكم الشهر.

التعليق

x

إقرأ أيضا