نرمين الحوطي
يتميز شهر رمضان الكريم بخيراته على الإنسان والأمة الإسلامية، وإذا أردنا التحدث عن مميزات ذلك الشهر الكريم فلن نقتصر على مقالة او اكثر بل نريد مجلدات لذكر مميزات هذا الشهر الفضيل، ولكن كلماتنا اليوم تخص الزكاة، حيث ان ما يميز هذا الشهر عن غيره بالاضافة الى الصيام هو إلزام كل مسلم بإخراج زكاة الفطر.
إن الله سبحانه وتعالى كما أوجب الصيام والصلاة أوجب الزكاة في الأموال وفرضها على أربابها، وهي أحد أركان الإسلام، والزكاة لا تقتصر فقط على الأموال بل تجب الزكاة على الزروع والثمار والذهب والفضة وعروض التجارة والماشية.
ولكن السؤال هنا إلى أين تذهب الزكاة؟ لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة وقبل دخول الشهر الكريم بعض الجهات تطالب الحكومة بفتح ابواب اللجان الخيرية لهذا الفرض الجميل وللتبرعات الخارجية، وهنا يكمن السؤال: لماذا نرسل الزكاة إلى خارج دولتنا؟ مع العلم انه يوجد بعض الاسر المتعففة في دولتنا تحتاج الى هذه الزكاة، إن الله عز وجل عندما فرض زكاة الفطر على المسلمين وجعلها في هذا الشهر الكريم، كان ذلك لحكم منها أن يشعر الإنسان بأخيه الإنسان، وتنتشر صلة الرحم بين المجتمع، انني هنا لا أقصد ألا نتبرع لمن يحتاج في الخارج، بل أقصد انه لابد ايضا ان ننظر لمجتمعنا الداخلي قبل الخارجي، كل منا يعلم انه توجد أسر معسرة ولكن التعفف يجعلها لا تتكلم، وكثير منا يعلم انه يوجد طالب للعلم ولا يقدر على السفر الى الخارج، تذكر اخي الصائم طالب العلم، كثير منا يعرف اسرا فقدت عائلها واصبحت تعيش على الراتب التأميني لهم الذي قد لا يكفيهم.
تذكر اخي الصائم كافل اليتيم، وغيرهم، نحن مجتمع والحمد لله نعرف البعض الآخر وهذا ما يميز المجتمع الكويتي، المحبة والود والرحمة، فلماذا تريدون لجانا خيرية ونحن نحتاج هذه الخيرات داخل اسرنا ومجتمعنا؟
عجبا ممن يتبرع ويبني بالخارج في حين ان بلاده تحتاج للبناء، واليوم اقول لهم اننا تبرعنا بالكثير للخارج والحمد لله، فلنجعل هذا العام لمجتمعنا ولأسرنا، تعجبني بعض الاسر الكويتية التي تقوم ببناء المستشفيات او بعض الاجنحة بها، وهنا لا أقصد ان في ذلك تقصيرا من الدولة، ولكن المشاركة جميلة، وليس كل شيء على عاتق الدولة، فاليد الواحدة لا يمكن تقوم بالتصفيق بمفردها، علينا ان ننظر جميعا بعين وبأيد واحدة، فليكن شهر رمضان نقطة البداية لنا، ولتكن اركان الاسلام هي اساس مسيرتنا، ولتكن زكاتنا هذا العام يا أهل الخير لمجتمعنا وبلادنا الكويت، لأن الفرد هو اساس المجتمع، والمجتمع القوي هو اساس الدولة القوية، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) «داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة».