نرمين الحوطي
في بداية مقالي أتوجه بكل الشكر لكل من عمل في هذا الفيلم والذي يحمل اسم «حسن ومرقص».. وهو من تمثيل كازانوفا الشاشة العربية عمر الشريف وعملاق الشاشة العربية عادل إمام ومن تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام، ليظهر لنا بتلك الصورة الجميلة، ولكنني اليوم لن أتطرق لنقد الفيلم لأنني لم أجد ما أنتقده به وهذا يرجع لأهمية الموضوع «التعصب الديني» الذي تناوله الفيلم وكيفية طرحه على الجمهور، عندما شاهدت الفيلم شعرت بأن هؤلاء الأشخاص متواجدون ليس فقط في القاهرة ولكن في كل بقعة من بقاع العالم مع تغير الأديان والمذاهب طبعا، فالقضية تعم العالم بأكمله أي أن القضية ليست ذاتية بل هي قضية عالمية.. وعلى سبيل المثال لا الحصر.. إذا ذهبنا الى الدول الخليجية فسنجد القضية تقوم بين كل من محمد وعلي بدلا من مرقص وحسن، وإذا تطرقنا لبعض دول الشام فسنجد المشكلة ذاتها ولكن بتغير الأسماء والأديان والمذاهب تكمن بين كل من حسن وإبراهيم وعيسى، المشكلة إذن واحدة وهي التعصب الديني كما قلنا في بداية المقالة، والمشكلة ليست في الأديان والمذاهب ولكن في الفتاوى التي تصدر من بعض الشخصيات التي تدعي الفتوى وهي غير مؤهلة لذلك، بل تكون هذه الفتاوى ما هي إلا فتيلة النار التي تشتعل بين هؤلاء.
وهنا أقول ان ما حصلته من العلم قليل ولا أعد نفسي من أهل الفتوى والشورى ولكنني مؤمنة بالله ورسله وأعلم ان الرب واحد والدين محبة وتسامح، وان الله عز وجل قال في كتابه العزيز (لكم دينكم ولي دين… الكافرون 6) فلماذا كل هذه الصراعات والتفرقة؟ ماذا يريد من يشعلون الفتن؟ وخير مثال على ما أقوله، لبنان ذلك البلد الجميل الذي يدمر كل يوم والسبب هو، الفتن الطائفية، ويليه مصر المحروسة وما نسمعه عن مشكلات كثيرة على مدار العام، ماذا تريدون من الإنسان؟ ان ما يقوم به البعض من كتابة أو الخطب لبعض الشعارات التي لا نعلم مصدرها من أين؟! تكتب دون التفكير بأهم شيء وهو الإنسانية.
إن الله عز وجل كرم بني آدم عن سائر مخلوقاته بل جعل كل مخلوقاته تحت أمر الإنسان، وللأسف ان بعضا من بني آدم لا يقدر هذه النعم، يعشق كلمة.. الأنا ومن بعدي الطوفان.
وهنا في نهاية مقالتي أشكر كل من كان له يد لإنجاز هذا الفيلم، لأنه بالفعل صفعة لنا للإفاقة من الدوامة التي يعيش فيها البعض، قد تكون صفعة تجعلنا نرجع لمعرفة الحب وعدم التفرقة فيما بيننا كما كنا من قبل، إن حسن ومرقص ما هو إلا عطر من الزمن القديم لعل وعسى يرجع هذا الزمن ونعيشه مرة أخرى.