د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

قد يشرق الأمل من الأحمدي

نرمين الحوطي

من الصعب أن يفقد الإنسان الأمل، لأن الإنسان من غير الأمل لا يستطيع العيش، ولكن هذا ما حدث لي، واعتقد انه اصاب كثيرا من الناس ايضا وهو فقدان الأمل، وهنا لن أخوض في أسباب فقدان الأمل ولكن سأكتب عن الأمل نفسه.

في يوم كانت الدنيا بالنسبة لي مائلة الى السواد، كرهت القراءة، بل أصبح قلمي تصعب عليه الكتابة، اصبحت اقضي معظم اوقاتي في اللعب على الكمبيوتر، وفي يوم ما وأنا ألهو باللعب على جهاز الكمبيوتر واذ بتليفون يرن، وكان المتحدث مدير مكتب محافظ الأحمدي يقوم بتحديد موعد لي كنت قمت بطلبه من قبل، وتحدد الموعد وظننت ان اللقاء سيقتصر على اهداء كتبي للمحافظ فقط، ولكن..

ما حدث عكس هذا فوجدت بالأمل يشرق من جديد، وجدت الأمل في الأحمدي، تلك المحافظة الجميلة الخضراء التي يسكنها هدوء الطبيعة الذي نفتقده في العاصمة، كل هذا أعطى لي هدوءا نفسيا قبل الدخول على المحافظ والسلام عليه واهدائه كتبي وكتب والدتي رحمها الله، وعند الدخول استقبلتني ابتسامة جميلة جدا امتازت بالترحيب والدفء من قبل الشيخ د.ابراهيم الدعيج وكانت هذه الابتسامة بالنسبة لي تهدئة للنفس من رهبة اللقاء، ولكن ما سمعته من معاليه هو القوة التي حركت في ذهني مرة أخرى الأمل، وهنا يكمن السؤال.. كيف؟

كنت أظن أن اللقاء سيقتصر على بضع دقائق، ولكن ما حدث عكس ذلك. امتد اللقاء لأكثر من نصف ساعة من حديث عن الثقافة والأدباء، ولم يقتصر فقط على النطاق الكويتي بل توسع إلى النطاق العالمي من خلال تصفح الشيخ د.إبراهيم الدعيج لأحد كتبي ومناقشتي في أدق النقاط به وكيفية اختياري للموضوع، وقد وجدت معاليه متتبعا لما نشر عن هذا الكتاب وهو «سقوط المرأة في أدب نجيب محفوظ»، وكان الحديث يمتاز بالهدوء الذي نفتقده في هذه الآونة، بل امتاز الحوار بالود وسماع كل منا للآخر والاقتناع بما يذكر سواء كان الرأي مني أو من معاليه، وأخذنا الحوار الى الاقتصاد والسياسة، وهنا وفي صمتي عند سماع حديث (أبو صباح) أخذني التفكير بصمت في أن الثقافة هي مفاتيح كل ميادين أي دولة متحضرة، فالثقافة هي السياسة، الاقتصاد.. الخ، واذا بعقلي يعود مرة اخرى ليضيء به كلمة ثقافة بعد انطفائها، لماذا؟ كيف؟

جميل جدا ان تجد من يهتم بالثقافة في عالمنا العربي، حيث انهم للأسف قليلون، جميل جدا ان نتحدث بهدوء لنقدر ان نسمع بعضنا، جميل جدا وهذا الأهم أن تجد أناسا يقرأون ما تكتب بل يثنون عليك، فالكاتب والأديب لا يريد المادة أو الدروع بل يريد من يقرأ له ويناقشه فيما كتب، فهذا باعتقادي هو اعظم تقدير له، جميل جدا ان نشعر بأنه يوجد من يقرأ، فالقراءة لا تقتصر على قراءة الكلمات فقط، بل هناك الاحساس والمشاعر بمعانيها وهنا تقدر ان تتعرف على من يكتب، سواء على شخصيته او اتجاهاته أو أي شيء تريد معرفته عنه.

انتهت المقابلة وكنت أريد ألا تنتهي لما وجدته من بحر في المعلومات أريد أخذ أكبر عدد منه للاستفادة الشخصية والعلمية، ولكن انتهت بكل هدوء بالسلام والابتسامة التي بعثت فيّ الأمل من جديد.

أعتقد أن كل شاب بحاجة إلى نفس هذه المقابلة، ولكن حمدت الله أنه توجد نماذج مشرفة لدولتي الكويت نفتخر بها، ومنهم الشيخ د.إبراهيم الدعيج، بل إلى الآن يوجد رمز يجعل الإنسان يتشبه به ويجعله قدوة له لكي يقدر على أن يتمثل به بثقافته وعلمه، فالزمن الجميل لم ينته والحمد لله، والله يرحم أستاذنا عبدالعزيز حسين وأمثاله الذين كانوا منارة الكويت، وهنا أقول لهم «يوجد من يكمل مسيرتكم للارتقاء ورفع اسم الكويت بالثقافة والعلم».

التعليق

x

إقرأ أيضا